المخرجة رباب حسين
المخرجة رباب حسين


حوار| المخرجة رباب حسين: تعلمت الإخراج من زوجي..و"بالحب هنعدي" مشروع لم يكتمل

غادة زين العابدين

الأحد، 16 أغسطس 2020 - 04:00 ص

هي مخرجة تليفزيونية متميزة، تتلمذت على يد المخرج الكبير الراحل أحمد توفيق، ثم تحولت علاقة التلميذة بأستاذها إلى علاقة حب توجت بالزواج،وخلال رحلة زواجهما الطويلة ظلت تشارك زوجها وأستاذها كمخرج منفذ فى أعماله التليفزيونية، وحتى بعد أن أصبحت مخرجة كبيرة، وصاحبة أعمال ناجحة، ظلت تسعد بمشاركة زوجها فى جميع أعماله حتى رحيله.

هى المخرجة الكبيرة رباب حسين صاحبة «حضرة المتهم أبي»، و»ألف ليلة وليلة»، و»الليل وآخره»، و»حق مشروع»، و»ياورد مين يشتريك»، وغيرها من الأعمال الناجحة.


...................؟
منذ صغرى وأنا مرتبطة بالثقافة والفن، عشقت القراءة بتشجيع والدى،الذى كان يجيد اللغات ويعمل بالحراسة الألمانية ثم فى مؤسسة المسرح.
كنت زبونة دائمة لسور الأزبكية، وكانت كل مكافآت وهدايا والدي لى،مجموعات من الكتب الجديدة،أقرأها كلها في أيام قليلة، وأعود لاستعارة كتب أخرى من مكتبة المدرسة.


...................؟
التحقت بمعهد الفنون المسرحية بتشجيع إحدى صديقاتى،واجتزت الاختبارات على أيدى كبار الفنانين، وخلال فترة الدراسة مثلت بالإذاعة جميع المسرحيات العالمية،كما قدمت على المسرح مسرحية واحدة، هى أنتيجون مع الفنانة الكبيرة سميحة أيوب، وبعد تخرجى مباشرة عملت مخرجة فى التليفزيون المصرى،ومن البداية تتلمذت على يد المخرج الكبير أحمد توفيق.


...................؟
كنت معجبة جدا بأسلوب أحمد توفيق فى العمل وتعامله مع الممثلين، فقد كان هادئا جدا، ومع ذلك كل واحد في البلاتوه «يعمل له ألف حساب»، من بداية عملى معه شعرت باهتمامه بى، وبمرور الوقت تحول الإعجاب لحب،واحتواء، حتى فاجأنى يوما بأنه تقدم لخطبتى من أبى.


...................؟
كان أبي رجلا متفتحا، لكنه تردد في البداية لوجود فارق في السن، ولأن أحمد كانت لديه تجربة زواج سابقة، وظل بعدها ٩ سنوات بدون زواج،فخشى أن يكون قد اعتاد حياة الوحدة، هكذا نصحنى والدي، لكنه وافق في النهاية بعد أن تأكد من اقتناعي، وساعدني في اقناع أمى.


...................؟
مهما كانت قوة الحب، فإن نجاح الزواج يحتاج بعض التنازلات من الطرفين، لصالح الأسرة كلها، وعادة ما تكون السنة الأولى هى سنة التطبيع ووضع الأسس والحمد لله عشنا أنا وأحمد حياة سعيدة،ولم تكن بيننا غيرة فنية بل بالعكس، كنا نتعاون فى العمل، وتعلمت منه كثيرا،وكنت أسعد بالعمل معه كمخرج منفذ حتى بعد أن أصبحت مخرجة كبيرة وصاحبة أعمال كثيرة ناجحة.


...................؟
زوجى أحمد توفيق كان أيضا ممثلا متميزا، ومعظم أدواره السينمائية حصل عنها على جوائز مثل القاهرة ٣٠، وشئ من الخوف،والقبطان،والغرقانة، وغيرها، ولكن الإخراج أخذه من التمثيل،وهو كمخرج تليفزيونى له تاريخ طويل من الأعمال الناجحة جدا،من أهمها المسلسلات التاريخية، مثل سلسلة محمد رسول الله، وهارون الرشيد،وعمر بن عبد العزيز، ومسلسلات لن أعيش فى جلباب ابى،وعم حمزة،والشاهد الوحيد،وغيرهم.


...................؟
النساء نجحن جدا فى الإخراج،فهذه المهنة تعتمد على الحزم والحب، وليست انفعالا «عمّال على بطّال»، كما يصورها البعض، وأنا كمخرجة أهم شئ بالنسبة لى احترام وقت العمل،لذلك أهتم جدا بجلسات التحضير، وأعقد جلسات عديدة مع الفنانين قبل العمل لمناقشة كل التفاصيل، وإذا كان معى بعض الفنانين الذين يحبون التدخل فى النص، أتناقش معهم قبل التصوير،لنتفق على كل شئ، لكن بمجرد دوران الكاميرا لا أسمح بأى نقاش أو تغيير أو اعتراض،احتراما لوقت العمل والزملاء والمنتج، وحتى أحافظ على تركيز الممثلين ولا أشتتهم.


...................؟
أندهش كثيرا حينما أسمع الزوجات يشكين من الخرس الزوجى الذى يصيب الحياه الزوجية بالملل،فأنا وزوجى لم نعرف هذا الخرس الزوجى طوال حياتنا،رغم أنه كان قليل الكلام، ولكنى دائما كنت «أنكشه»فى الموضوعات التى يهتم بها، أبدأ بفتح الموضوع، ثم أتركه يتحدث وأسمعه وأناقشه. والحقيقة أن الحوار بين الأزواج يحتاج إلى ذكاء الزوجة،فى اختيار الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، واختيار توقيت الحوار،وعدم استئثارها وحدها بالكلام، بل ترك الفرصة له ليتكلم وتسمعه. وبعد رحيل زوجى أصبحت أفتقد الحوار معه.


...................؟
لدينا ابنتان، هبة وآية، وهى نفس أسماء ابنتى الفنان الكبير رشوان توفيق، لأنه كان صديق العمر بالنسبة لزوجى، ومازال يسأل عنى حتى الآن.. وقد تعلمت الابنتان فى مدارس فرنساوى، فالتحقت الأولى بآداب فرنساوى وتعمل مدرسة، أما الثانية فأصرت على الالتحاق بمعهد الفنون المسرحية، رغم رفضنا، وتعمل الآن فى التليفزيون المصرى،ولدىّ ٣ أحفاد هم كل حياتى.


...................؟
الصداقة أهم شئ فى الدنيا، وأشعر بالحزن الشديد مع تساقط الأصدقاء والأحباء، وقد كان لدىّ أصدقاء كثيرون، بعضهم اختفوا أو رحلوا،من أهمهم، الراحلات الرائعات زيزى البدراوى وسامية أمين ورجاء الجداوى،وصديقاتى الآن ليلى طاهر ومديحة حمدى وسميرة أحمد، والصديق الرائع رشوان توفيق الذى كان صديق عمر زوجى .


...................؟
تعاملت فى مسلسل» لن أعيش فى جلباب أبى» مع الفنان العبقرى «عبد الرحمن أبو زهرة»، الذى قدم فى المسلسل دورا من أروع أدواره، وقد كان زميلا فى الدراسة لزوجى أحمد توفيق مخرج المسلسل، فأرسل له المسلسل لقراءته،فأعجبه الدور جدا وتمسك به. وكان خلال التصوير كعادته دائما، محترما ومريحا فى العمل، سريع الحفظ،يلتزم بالمواعيد وتوجيهات المخرج، ويهتم بكل تفاصيل دوره، ولا أعرف كيف تترك الساحة الفنية نجومها الكبار من ممثلين ومؤلفين ومخرجين بلا عمل.


...................؟
فى السينما العالمية يحرصون على فنانيهم الكبار، ويكتبون لهم أدوارا خاصة، ولكن للأسف الأعمال الفنية الآن تتم كتابتها بسرعة، ولا يوجد مؤلف أو مخرج أو منتج مستعد لخوض مغامرة فنية تقدم عملا كبيرا لممثل عبقرى من ممثلينا الكبار،
وقد كنت أعد لمسلسل كبير اسمه « بالحب هنعدى»، يشارك فيه عدد من ممثلينا الكبار،لكن المشروع للأسف لم يجد من يتحمس له. .وكل ما أتمناه أن يتم الاهتمام بالفنانين الكبار، لأننا فى يوم ما سنندم عليهم.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة