متحف شرم الشيخ
متحف شرم الشيخ


يستعيد رونقه من جديد بعد توقف 8 سنوات

بالصور| «متحف شرم الشيخ».. حلم يتحقق وترويج سياحي عالمي

شيرين الكردي

الأحد، 16 أغسطس 2020 - 01:04 م

 

متحف شرم الشيخ ضمن المشاريع التى وضعتها وزارة السياحة والآثار على خريطة الافتتاحات خلال الفترة المقبلة، فى إطار اهتمام الدولة بافتتاح المتاحف بالمدن الساحلية، فهو أول المتاحف التى تتم افتتاحها بالمنطقة، ومؤخرًا تفقد الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار المتحف، وذلك لمتابعه آخر مستجدات الأعمال تمهيدًا لافتتاحه الوشيك.

تسلط «بوابة أخبار اليوم» الضوء من خلال السطور التالية عن كنوز «متحف شرم الشيخ» وعن أبرز القطع التى سيتم عرضها عن الافتتاح، وعن مشروع تطوير المتحف، وعدد القطع التى استقبلها المتحف، وأخيراً الانتهاء من 98% من أعمال المشروع، وعن خدمات خاصة لذوى القدرات الخاصة، ونستعرض عن كل ما تريد معرفته عن معالم رأس محمد.

فى إطار زيارة الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار والدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار منطقة رأس محمد بشرم الشيخ يلقى خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار الضوء على معالم المنطقة موضحًا أن محمية رأس محمد هى محمية طبيعية مصرية في جنوب سيناء على بعد 12 كم من شرم الشيخ أسست محمية الطبيعية عام 1983 وبها أنشطة الغوص والسباحة.

تقع هذه المحمية عند التقاء خليج السويس وخليج العقبة، وتمثل الحافة الشرقية لمحمية رأس محمد حائطًا صخريًا مع مياه الخليج الذي توجد به الشعاب المرجانية، كما توجد قناة المانجروف التي تفصل بين شبه جزيرة رأس محمد وجزيرة البعيرة بطول حوالي 250 م.

ويضيف الدكتور ريحان أن المحمية موطن للعديد من الطيورالهامة مثل البلشونات والنوارس. وتمتاز بطقس شديد الحرارة صيفًا ومعتدل شتاءً وتتميز منطقة رأس محمد بالشواطئ المرجانية الموجودة في أعماق المحيط المائى لرأس محمد والأسماك الملونة والسلاحف البحرية المهددة بالانقراض والأحياء المائية النادرة، وتحيط الشعاب المرجانية برأس محمد من كافة جوانبها البحرية كما تشكل تكوينًا فريدًا حيث إن هذا التكوين له الأثر الكبير في تشكيل الحياة الطبيعية بالمنطقة كما تشكل الانهيارات الأرضية "الزلازل" تكوين الكهوف المائية أسفل الجزيرة كما أن المحمية موطن للعديد من الطيور والحيوانات الهامة مثل الوعل النوبى بالمناطق الجبلية وأنواع الثدييات الصغيرة والزواحف والحشرات والتي لا تظهر إلا بالليل.

كما يشير الدكتور ريحان بأنه علاوة على السياحة البيئية والترفيهية فإن رأس محمد تتميز بالسياحة الدينية فهى مجمع البحرين وموقع لقاء نبى الله موسى بالعبد الصالح طبقًا لدراسة علمية للباحث عماد مهدى المتخصص فى الدراسات التاريخية تقدم نظرية جديدة حول تحديد موقع لقاء نبى الله موسى والعبد الصالح الخضر عليهما السلام والذى حدث على أرض سيناء منذ حوالى 3200 سنة تقريبا فى الموقع المذكور فى القرآن الكريم بمجمع البحرين بمنطقة رأس محمد بشرم الشيخ عند نقطة التقاء خليج العقبة وخليج السويس بجنوب سيناء معتمدًا على القرآن الكريم والأحاديث النبوية كمصدر رئيسى لهذا البحث و الدراسات التاريخية والأثرية والدراسات الجغرافية والجيولوجية
وينوه الدكتور ريحان إلى أن الدراسة تحدد خمسة مواقع مرتبطة برحلة نبى الله موسى لمقابلة العبد الصالح على أرض سيناء وهى مجمع البحرين (الموقع العام للقاء بين موسى والخضر)، صخرة الحوت (نقطة اللقاء بين موسى والخضر)، الممر المائى (سبيل الحوت للخروج إلى المياه العميقة)، صخرة الارتداد (نقطة الارتداد واكتشاف فقدان الحوت)، الرصيف البحرى (موقع انطلاق رحلة سفينة موسى مع الخضر).

ويوضح الدكتور ريحان أن القصة ذكرت بالقرآن الكريم فى سورة الكهف من الآية 60 إلى 82 وجاءت كلمة مجمع البحرين مرتين فى القرآن الكريم فى قصة نبى الله موسى والخضر فى سورة الكهف } وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا) وكلمة مجمع كما جاء فى صحيح اللغة تعنى (جَمَعْتُ الشئ المتفرقَ فاجْتَمَعَ) وهذا التوصيف اللغوى لكلمة مجمع البحرين لا ينطبق جغرافيًا فى أى مكان فى العالم إلا فى رأس محمد وهى مجمع خليجى العقبة والسويس فى بحر واحد هو البحر الأحمر، ولفظ مجمع يختلف عن لفظ التقاء مثل التقاء البحر المتوسط مع المحيط الأطلسى عند مضيق جبل الطارق (نظرية طنجة القديمة) أو التقاء خليج البحرين مع خليج عمان (نظرية بحر فارس) وهما خليجان يلتقيان مع بعضهم البعض ولا يجتمعان فى بحر أو محيط واحد كما هو الوضع الجغرافى فى رأس محمد حيث تجتمع مياه خليج العقبة وخليج السويس فى البحر الأحمر عند رأس محمد بشرم الشيخ.

ويضيف الدكتور ريحان أن صخرة الحوت موقعها على البحيرة المائية والتى تتطابق منطقيًا وجغرافيًا لتسرب وهذه الصخرة تتوسط طريق الدخول إلى رأس محمد وهى الصخرة الوحيدة المناسبة للإيواء والمبيت فى طريق السير المستقيم إلى الداخل فى عمق يابسة رأس محمد وتمثل نقطة مشاهدة لمجمع البحرين، كما تمثل نقطة اليقين لنبى الله موسى لبلوغه أخر نقطة فى اليابسة لمجمع البحرين.
وأن المسافة المرجحة التى قطعها الحوت من الصخرة حتى المياه العميقة تبلغ حوالى 2كم والمسافة التى قطعها نبى الله موسى من نفس الصخرة حتى نقطة الارتداد واكتشاف فقدان الحوت توازى نفس المسافة 2كم وهذه الصخرة تتوسط الأحداث وهى نقطة الجمع بين أطراف القصة داخل رأس محمد.

وينوه الدكتور ريحان إلى الممر المائى للحوت والطريقة الذى تسرب بها سربًا وعجبًا فى وصف معجزة شق الطريق إلى البحر وعودة الحياة للحوت والمعروف بمنطقة الخليج الخفى بجنوب رأس محمد فربما استطاع الحوت بأمر ربه من شق طريق على الرمال وشق قناة مائية حتى بلوغ المياه العميقة وربما هذا ما يفسر وجود مجرى مائى دائم فى منطقة الخليج الخفى برأس محمد، وبرسم خط مستقيم من الصخرة حتى المياه العميقة يتضح أن هذا الممر المائى يخترق الخط المستقيم ويشكل قناة مائية متعرجة وهذه المنطقة أكثر عرضة للمد والجزر وتنحصر بها المياه وتبقى هذه القناة لا تجف عنها المياه و هنا تكمن المعجزة لتكون شاهد طبيعى على هذه الأحداث وعلى معجزة الحوت فى هذا الموقع وتبلغ المسافة من موقع تسرب الحوت عند الصخرة حتى المياه العميقة حوالى 2كم .

ويتابع الدكتور ريحان بأن الرصيف البحرى (مرسى سفينة الخضر) هو الشاهد الأثرى الوحيد مما تركه الإنسان فى هذا الموقع ومن هذا الرصيف وموقعة تمكن الباحث عماد مهدى من تحديد خط سير السفينة إلى رأس محمد وتحديد وجهتها، ويقع هذا الرصيف على بعد 300م من صخرة اللقاء ويجتاز هذا الرصيف الجدار المرجانى على الشاطئ لمسافة 50م حتى الغاطس وعرضه حوالى من 6- 8م ويتكون من صخور جرانيت وحجر رملى منقول من مواقع أخرى من خارج رأس محمد حيث أن الطبيعة الصخرية لرأس محمد تتكون من أحجار وصخور جيرية ما يدل على نقل هذه الصخور من أماكن أخرى متفرقة، ويتوسط الرصيف البحرى القديم شاطئ الميناء على الساحل الغربى لرأس محمد والمطل على خليج السويس على شكل نصف دائرة مساحتها حوالى كيلو متر واحد وربما كانت رأس محمد محطة راحة للسفن العابرة من خليج السويس إلى خليج العقبة أو البحر الأحمر.

والجدير بالذكر أن متحف شرم الشيخ يقع على طريق المطار على مساحة تبلغ 191.000م2، ويتكون المبنى من 6 صالات وقاعة للمؤتمرات وبدروم وعدد من المحال للحرف التراثية ومسرح مكشوف وعدد من المطاعم، ويتسع المتحف لعرض 20 ألف قطعة أثرية.

«مشروع تطوير المتحف»

تم استئناف العمل بالمتحف منذ شهر سبتمبر 2018، بعد توقف دام حوالى 8 سنوات، وتحديدًا فى أعقاب ثورة يناير 2011، بسبب عدم توافر الاعتمادات المالية اللازمة، وجارى الآن الانتهاء من أعمال التشطيبات المعمارية بقاعات العرض والكافيتريات والمحلات التجارية، التى يبلغ عددها 17 محلا إضافة إلى 11 مكان للحرف الأثرية والتراثية، وتصل تكلفة المتحف بما تجاوز الـ 300 مليون جنيه.

«عدد القطع التى استقبلها المتحف»

متحف شرم الشيخ استقبل حتى الآن قرابة 5800 قطعة أثرية، سيتم توزيع عرضها سواء داخل فتارين العرض أو حرة خارجها، على ثلاث قاعات هى القاعة الكبرى، والممر الحتحوري، ومنطقة المقبرة.

«أبرز القطع التى سيتم عرضها عن الافتتاح»

أهم القطع التى يضمها العرض المتحفى بقاعة الحضارات، هى التابوت الداخلى والخارجى لإيست إم ”إيست ام خب“ زوجة بانجم الثاني وكاهنة المعبودة إيزيس والمعبودين مين وحورس بأخميم، من عصر الأسرة 21 والتي عثر عليها فى خبيئة الدير البحرى، وأيضا صناديق الأوانى الكانوبية وبردية إيست إم خب، ومجموعة من أوانى الطور وأدوات التجميل، ورأس الملكة حتشبسوت التى عثر عليها فى المعبد الجنائزى لحتشبسوت عام 1926، بالدير البحرى ومجموعة تماثيل التناجرا لسيدات بملابس وطرز مختلفة، ومجموعة من التراث السيناوى.

أما عن القاعة الكبرى، فهى تعبر عن الإنسان والحياة البرية فى مصر القديمة، واهتمامات المصرى القديم بالعلم والرياضة والصناعات والحرف التى تميز بها ووجوده فى أسرته وحياته العائلية، وعلاقته بالبيئة المحيطة به وكيف كان محبا للحيوانات لدرجة التقديس، حيث يتم عرض مجموعة الحيوانات المحنطة من ناتج حفائر البوباسطيين بسقارة مثل القطط والجعارين، وأيضا البابون والتمساح والصقر فى الشكل الحيوانى والجسد الإنسانى.

«خدمات خاصة لذوى القدرات الخاصة»

كما تعمل وزارة السياحة والآثار على تصميم لوحات إرشادية ومطويات عن المتحف والقطع الأثرية المعروضة به، بالإضافة إلى توفير الخدمات الخاصة بذوى القدرات الخاصة من مطويات مكتوبة بطريقة برايل وغيرها من الخدمات الرقمية للزائرين.

«الانتهاء من 98% من أعمال المشروع»

وقال العميد هشام سمير مساعد الوزير للشئون الهندسية فى تصريحات سابقة، أنه تم الانتهاء من 98% من أعمال المشروع، مشيرا إلى أن المتحف يضم سته قاعات للعرض ومبنى اداري، وكافيتريا، ومبنى للمطاعم والكافيتريات (Food Court)، ومبنى للبازارات، ومتاجر الحرف الأثرية، ومسرح مكشوف، ومبنى استراحة للموظفين والأمن الداخلي.


الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة