جـلال عـارف
جـلال عـارف


فى الصميم

«البيزنس»وكـرة القدم.. فى حكاية الكابتن رمضان!!

جلال عارف

الأحد، 16 أغسطس 2020 - 06:36 م

 لا أعتقد أن حكاية انتقال لاعب الكرة رمضان صبحى من ناد لآخر تستحق - فى حد ذاتها - هذا الضجيج المبالغ فيه. فالنادى الأهلى لا يمكن أن يتوقف مستقبل الكرة فيه على لاعب حتى لو كان مميزاً.. ورمضان صبحى أو غيره من اللاعبين لن يصنع المعجزات وحده فى لعبة جماعية يحتاج التفوق فيها الى عناصر عديدة فنية وإدارية وجماهيرية لا تكتمل إلا لعدد محدود من الأندية.. عندنا وعند غيرنا!!
لكن حكاية انتقال رمضان صبحى من نادٍ لآخر تطرح قضية أهم وهى قضية العلاقة بين كرة القدم كاستثمار و»بيزنس» من ناحية، وبين كرة القدم كوسيلة أساسية للمتعة والترفيه الجميل لدى الملايين التى ترتبط بأنديتها الجماهيرية بعلاقة هى أكبر بكثير من «البيزنس» وحساباته المالية أو غير المالية!!
النادى الأهلى (ومثله الزمالك) قادر على مواجهة التحديات التى فرضتها ظروف الاحتراف وقواعده التى مازالت غير قادرة على ضبط الأوضاع عندنا.. لكننا نرى المعاناة الشديدة التى تعيش فى ظلها باقى الأندية الجماهيرية العريقة مثل الاسماعيلى والمصرى والاتحاد وأندية العواصم الاقليمية فى المحافظات.. إن وجود هذه الأندية وازدهارها هو ضرورة رياضية بقدر ما هو أيضا احتياج جماهيرى لعشرات الملايين التى تشجع وتستمتع باللعبة الشعبية الأولى.
لابد من إعادة النظر فى قواعد اللعب بين الأندية، بحيث نضمن دعماً دائماً للأندية الشعبية يرتبط بإنجازاتها ويساعدها على الحفاظ على لاعبيها وتقديم الأفضل لجماهيرها. وبحيث تكون هناك حدود واضحة لحركة المال فى عالم الرياضة وسقف محدد لميزانية شراء اللاعبين فى كل نادٍ وشفافية كاملة تضمن سلامة التمويل والإنفاق!!
 ثم يبقى الأهم.. أن تدرك الأندية الجماهيرية كلها (وفى المقدمة الأهلى والزمالك) مسئوليتها فى استعادة الجماهير الى مدرجات الملاعب وضمان التزامها الكامل بالتشجيع المثالى. وأن تدرك الجماهير أن هذا هو طريقها الأفضل لدعم ناديها، ولو كانت المدرجات تضج بالحياة لفكر أى لاعب ألف مرة قبل أن يلعب لنادٍ بلا جماهير مهما كانت الاغراءات!!
هذا هو الجانب الأهم فى حكاية الكابتن رمضان، بعيداً عن المبالغات والمكايدات والثرثرة الفارغة فيما لا يفيد!!

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة