محمد سعد
محمد سعد


آمنية

أهل النفاق!

محمد سعد

الأحد، 16 أغسطس 2020 - 06:56 م

سأل رجل صاحبه لماذا هواء الفجر نقي؟ فقال لأنه يخلو من أنفاس المنافقين، فالمنافق يبتسم فى وجهك.. يرصد خطواتك بطريقة لا تخلو من الخبث تظن أن فى يده عسلاً ولكنه فى الحقيقة يحمل لك سماً قاتلاً وكراهية دفينة داخل نفسه المريضة، تجده يوماً يكون لك فيه الصديق ويوماً تراه من يقود ويحرض من يعاديك! ، هذا حاله اليوم وغداً و ربما بعد الغد، ولكن مهما ارتفع للقمة سيبقى فى ظلمات الأنفاق، سيظل تحت الأرض كالأفاعى تستبيح النور فقط لمداهمة فريستها.
والنفاق - وهو أسوأ الصفات التى يتصف بها الانسان - أن تقول ما لا تفعل وتظهر عكس ما تخفى فى قلبك، تظهر الخير وتكتم الشر، تذيع الحب والاحترام وتخفى الكره والحقد، يمتلك صاحبه وجهين يظهر أحدهما حسب الموقف الذى يمر به، ويشيع البعد والكره بين الناس ويفرق بينهم ، فلا تبالغ فى المجاملة حتى لا تسقط فى بئر النفاق.
والمنافق هو من يمتاز بعذب الكلام ليقنعك بأنه صادق، وقادرعلى القيام بأى شيء تطلبه منه، فربما كان قوله جميلاً و فعله داء دخيلاً، أيها المنافق ستظل موجوداً ولكنك ستظل أيضاً أحقر من فى الوجود فأنت متملق شقى ولنفسك مداهن وعلى الناس طاعن تظهر الطّاعة لمن بيده الامر و لا تعمل بها، تنهى عن المعصية و لم تنته عنها، يا أهل النفاق تلك هى أرضكم وذلك هو غرسكم، وآياتكم ثلاث: إذا حدثتم كذبتم، وإذا اؤتمنتم خنتم، وإذا وعدتم أخلفتم.
احذروا أهل النفاق، فإنهم الضالون المضلون، الزالون المزلون، قلوبهم دوية، ليس لهم شخصية ثابتة وليست لهم مبادئ أو قيم، مهزومون من الداخل نشأوا على الكذب والخداع والمراوغة، كاذبون اللهجة، متأرجحون يتمايلون على حسب المصالح، سوف تجدونهم فى كل مكان، ما أكثرهم حولنا بأقنعتهم الزائفة وإبتسامتهم الباهتة، ما أحقرهم و قد تواطأوا على طمس الحقيقة وتزيين الباطل، ما أعجبهم و قد انتهجوا الغش والخداع والزيف طريقا إلى القمة.
 فى الواقع الأليم أشعر بالحزن الدفين من أهل النفاق الذين نتعايش معهم فى واقعنا ، هذا الأمر يجول فى خاطرى منذ فترة ليست قصيرة، فهو ربما لا يمت إلى أية أمور شخصية أو أشخاص بعينهم ولكن ما أريده اليوم أن ألقى الضوء على ما آلت إليه علاقاتنا الاجتماعية وانتشر النفاق كالطاعون فى جسد واقعنا الاجتماعى حتى أصبح خلال السنوات الأخيرة أشد الأمراض الاجتماعية فتكاً فى مجتمعنا الإنسانى، بل فاق بعضهم فى جهله وانعدام عقله «البهائم»، وبات يناقض كل ما كان يقوله ويكتبه ويؤمن به، أعلم أن الملل يصنع المستحيل مع المرتزقة، أنكَ لا تحمل قلماً وورقة لتسجل فيها كل موقف يمر بك، فكم هى رهيبة الأسئلة البديهية التى نجيب عنها دون تفكير كل يوم لغرباء لا يعنيهم أمرنا  ولا يعنينا أن يصدقوا جواباً لا يقل عن نفاق سؤالهم، وفى النهاية أتمنى لكم حياة جميلة خالية من النفاق والمنافقين.
> مسك الختام
«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى- فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا» (69) سورة الأحزاب

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة