محمد السيد عيد
محمد السيد عيد


الوصل والفصل

الدراما الإذاعية

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 16 أغسطس 2020 - 07:12 م

محمد السيد عيد

قبل ظهور التلفزيون، كانت الحركة تتوقف فى مصر أثناء إذاعة المسلسل الذى تقدمه الإذاعة الساعة الخامسة والربع، واستمرت الدراما الإذاعية تنافس بقوة بعد نشأة التلفزيون، وكان التلفزيون والسينما يأخذان المسلسلات الإذاعية الناجحة لتقديمها فى مسلسلات تلفزيونية وأفلام سينمائية. ولعلنا نذكر -مثلاً- أن قصة «ليلة القبض على فاطمة» كانت أولاً مسلسلاً إذاعياً، ثم أخذها التلفزيون والسينما، وكذلك مسلسل أفواه وأرانب، وغيرهما.
وكانت المسلسلات المصرية تتخاطفها الإذاعات العربية، وكانت لدينا إدارة ممتازة للتسويق تقوم بتسويق المسلسلات الإذاعية، وتحقق عائداً مادياً يسهم فى زيادة الدخل القومي. دارت الأيام وقررنا -بإرادتنا- أن نفقد وسيلة مهمة من وسائل تنمية الوعي، ونخسر السوق العربية، ونفقد مصدراً من مصادر الدخل القومي، فتراجعنا تراجعاً حاداً فى الانتاج الدرامى الإذاعي، وتوقفنا عن تسويق ماننتجه، وطبقا لنظرية سد الفراغ فقد قامت الدول الشقيقة بالإنتاج محلياً لسد حاجات إذاعاتها.
بدأت المسألة بالتدريج، فى البداية قصرنا إنتاج المسلسلات الإذاعية على شهر رمضان فقط، وتقلصت ميزانية الدراما الإذاعية إلى أقل من مليون ونصف مليون جنيه فى العام. ومما أذكره أنى تقدمت بمشروع لإنتاج مسلسل إذاعى عن قناة السويس فور إعلان الرئيس عن بدء العمل فى القناة الجديدة، لكن لأننا لم نكن فى رمضان، ولأن ميزانية الدراما قد انتهت، فقد تعطل تنفيذ المشروع، حتى جاءت نادية مبروك رئيساً للإذاعة قبل الافتتاح بفترة وجيزة جداً، وحين عرضت عليها الأمر تحمست، ودبرت المبلغ المطلوب بكل الوسائل، وأنتجت المسلسل فى آخر لحظة، وتقوم الإذاعة بإعادته بلا توقف منذ تنفيذه حتى الآن. ولولا حماس نادية مبروك وجهودها ماخرج المسلسل الذى يتناول مشروعنا القومى للنور.
بعد مرحلة إنتاج الدراما فى رمضان فقط جاءت المرحلة الأخيرة، مرحلة التوقف عن إنتاج مسلسلات إذاعية حتى فى رمضان. حدث هذا أيام نادية مبروك مرة، وتكرر هذا العام، ورغم أن محمد نوار، رئيس الإذاعة الحالي، كان ينوى إنتاج مسلسلين كبيرين، لكن نظراً لعدم وجود ميزانية لم ينتج شيئاً.
ياحضرات السادة المسؤولين عن الميزانية فى البرلمان، ياسيدى وزير المالية، من فضلكم دبروا للإذاعة ميزانية معقولة للإنتاج الدرامي، لأنه وسيلة من وسائل تنمية الوعى القومي، حتى لايندثر هذا الفن الذى كنا رواده فى الوطن العربي. وحرصاً على تنمية الدخل القومي.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة