جـلال عـارف
جـلال عـارف


فى الصميم

معركة البريد تشعل انتخابات أمريكا!

جلال عارف

الإثنين، 17 أغسطس 2020 - 07:42 م

يبدو أننا سنرى العجب فى انتخابات أمريكا الرئاسية القادمة، المعركة التى كانت تبدو شبه محسومة لصالح ترامب فى بداية العام انقلبت الموازين فيها بعد الفشل فى مواجهة «كورونا»، وما أسفر عنه من تراجع اقتصادى غير مسبوق، وبعد الاضطرابات العنصرية التى شهدتها أمريكا، ومع تعثر جهود استعادة النشاط الاقتصادى فى ظل اجتياح فيروس كورونا لمعظم الولايات الأمريكية من جديد.
بعد أن هدأت الزوبعة التى ثارت مع تلميحات الرئيس ترامب لاحتمال تأجيل الانتخابات، والتى تراجع عنها بعد ذلك، لم تتوقف المعارك بين الطرفين المتصارعين. وآخر تلك المعارك هى «معركة البريد»، التى يسقطع الكونجرس اجازته لكى يناقش فى مجلسى النواب والشيوخ كيفية التعامل معها.
التصويت بالبريد معمول به فى الانتخابات الأمريكية وقد استخدمه الرئيس الأمريكى بنفسه أكثر من مرة. لكن الأمر الآن يختلف.. فبسبب «كورونا»، اكتسب التصويت بالبريد أهمية مضاعفة، وتوقع الجميع أن تستخدمه نسبة كبيرة من الناخبين خوفا من الزحام فى لجان الانتخاب فى ظل انتشار «كورونا».
«الجمهوريون» يرون أن ذلك سيصب فى مصلحة «بايدن» ويعمل ضد ترامب لأن النسبة الأكبر ممن يفضلون هذه الوسيلة فى التصويت ستكون من الشباب الذى كان مترددا فى الذهاب للجان الانتخاب، ومن كبار السن غير القادرين على تحمل المشقة فى زمن «كورونا».. وكلا الفريقين- من وجهة نظر الجمهوريين- سيعطون أصواتهم لبايدن وللمرشحين الديمقراطيين فى انتخابات الكونجرس التى تتم فى نفس الوقت.
الديموقراطيون طلبوا دعم الخدمة بالبريد وتجهيزها لاتمام المهمة بالسرعة والأمان المطلوبين. وكان رد إدارة ترامب هو رفض الدعم واجراء تعديلات فى إدارة البريد أدت- كما يقولون- إلى تأخير الخدمات ونقص الاستعدادات.
الديموقراطيون يتهمون ترامب بتعمد وضع العراقيل أمام التصويت بالبريد لأنه يدرك أن زيادة اقبال الناخبين ستكون فى صالح بايدن.. بينما يصر ترامب على أن التصويت بالبريد يثير مخاوف التزوير. والكونجرس بمجلسيه قطع اجازته لحسم الموقف قبل الانتخابات بوقت كاف. والمؤكد فى الأمر أننا سنرى العجب من الآن وحتى الانتخابات.. وربما سنرى الأعجب بعد ذلك!!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة