كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

حروب تخريب العقول !

كرم جبر

الإثنين، 17 أغسطس 2020 - 07:49 م

فى الغرب يرسمون الخطط والمؤامرات ويضعونها فى الأدراج، ويتم استخراجها حين يحين وقتها، وهذا ما فعلوه مع دول المنطقة، بعقول غربية وأياد محلية.
فى مقابلة أجرتها وكالة الإعلام مع «برنارد لويس» الملقب بمهندس تقسيم الشرق الأوسط عام 2005، وهو صهيونى  مغرض ومحرض حاقد وناقم على العرب والمسلمين.
قال الآتى بالنص: «إن العرب والمسلمين قوم فاسدون مفسدون فوضويون، لا يمكن تحضرهم، وإذا تُرِكوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية إرهابية تدمِّر الحضارات، وتقوِّض المجتمعات.
أضاف: الحل السليم للتعامل مع العرب والمسلمين هو إعادة احتلالهم واستعمارهم، وتدمير ثقافتهم الدينية وتطبيقاتها الاجتماعية، وفى حال قيام أمريكا بهذا الدور فإن عليها أن تستفيد من التجربة البريطانية والفرنسية فى استعمار المنطقة، لتجنُّب الأخطاء والمواقف السلبية التى اقترفتها الدولتان».
وأضاف: من الضرورى إعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلى وحدات عشائرية وطائفية، ولا داعى لمراعاة خواطرهم أو التأثر بانفعالاتهم وردود الأفعال عندهم، ويجب أن يكون شعار أمريكا فى ذلك، إما أن نضعهم تحت سيادتنا، أو ندعهم ليدمروا حضارتنا.
أضاف: لا مانع عند إعادة احتلالهم أن تكون مهمتنا المعلنة هى تدريب شعوب المنطقة على الحياة الديمقراطية.
أضاف: ولا مانع أن تقوم أمريكا بالضغط على قيادتهم وتضييق الخناق على هذه الشعوب ومحاصرتها، واستثمار التناقضات العرقية، والعصبيات القبلية والطائفية فيها، قبل أن تغزو أمريكا وأوروبا لتدمر الحضارة فيها».
انتهى الكلام، ولكن لم تنته الحكاية.
>>>
الجانب الأقبح للحروب الخبيثة هو التأثير نفسياً على الشعب وتحريضه على حكومته، من أجل إظهار الحكومة بعدم القدرة ووصفها بأنها مرتعشة وغير أمينة، فتفقد السيطرة على الدولة وينطلق مفهوم الدولة الفاشلة، ويتم تعميقه حتى تتحرك الشعوب لتدمير أنفسها.
وتطورت الحروب الخبيثة مع التطور التكنولوجى الرهيب الذى نعيشه، والذى أدى لتطوير تقنيات فى الواقع الافتراضى لتتحول الحرب إلى حرب معلومات بدلاً من حروب المدافع.
ومن أدواتها الحرب النفسية والعصابات وشبكة الإنــترنـت وتغيير مفردات اللغة العربية إلى جانب الضغوط الاقتصادية، وتضم أيضاً اللعب فى البورصة وزيادة الأسعار واللعب بالدولار وضرب السياحة وتصدير الأزمات.
وتهدف الحروب الخبيثة إلى زعزعة الاستقرار والتشكيك فى الجيش والشرطة والقيادات السياسية وضرب الاقتصاد والسياحة ونشر الشائعـات وتدريب التنظيمات الإرهابية على استخدام أحدث الوسائل التكنولوجية.
>>>
مع سقوط حكم الإخوان بعد ثورة 30 يونيو 2013، لجأت الجماعة الإرهابية إلى الأساليب التى كان يستخدمها تنظيم القاعدة ضد الولايات المتحدة الأمريكية، واستخدمت الأساليب الحديثة من السوشيال ميديا والقنوات التحريضية والصور والفيديوهات المفبركة ضد الدولة المصرية، فى محاولة من التنظيم للعودة للمشهد السياسى من جديد.
فشلت الجماعة الإرهابية منذ سقوطها وحتى الآن فى تحقيق هدفها، إلا أنها تستمر فى اتباع نفس الأساليب التى تضع كل يوم مسمارا فى نعشها.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة