كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

الحروب غير النمطية !

كرم جبر

الثلاثاء، 18 أغسطس 2020 - 06:01 م

هذه هى استراتيجية الحروب غير النمطية: «إذا أردت أن تهزم شعباً، اضرب الروح المعنوية لشبابه، اجعلهم يائسين ومحبطين ولا أمل لهم فى المستقبل، وازرع طريقهم بالأشواك، ويكون النجاح حليفك إذا أحسوا أنهم يعيشوا فى وطنهم غرباء».
«إذا تحقق ذلك يبدأ النصر وجنى الثمار، دون حروب ومدافع ودبابات، ودون أن يسقط قتلى وجرحى، حتى لا يثور عليك شعبك احتجاجاً على النعوش العائدة».
وفى المقابل، كيف نواجههم؟.. إذا أردت أن تحمى بلدك وتصون استقلاله، عليك بإيقاظ الروح المعنوية للشباب، وازرع فيهم الأمل فى المستقبل، فحب الأوطان ليس بالأغانى والشعارات، ولكن بإشاعة جودة الحياة.
جربوا مع مصر طوال سنوات طويلة «الحروب غير النمطية» وفى الحوادث الإرهابية لم يستهدفوا فقط القتل والتخريب والتدمير، ولكن ضرب الروح المعنوية للمجتمع.
خاب مسعاهم، ومع سقوط كل شهيد، ارتفعت فى عنان السماء هتافات البطولة والدعاء بالمغفرة، وارتدت سهامهم إلى صدورهم، وانهارت الروح المعنوية للإرهابيين، وهم يتساقطون وفى أذيالهم الخزى والعار والخيانة.
ماذا كانوا يفعلون فى الحروب غير النمطية منذ سنوات؟
إذا وجدوا شاباً لا يستطيع شراء بدلة بمائة جنيه ألبسوه جلباباً وبنطلونا قصيرا بعشرة جنيهات، واستبدلوا بالحذاء النعل، والمهر الغالى جعلوه 25 قرشاً.. لم يقدموا حلولاً جذرية للمشاكل، وإنما قفزوا فوقها ووظفوها لصالحهم.
وأيضاً حروب غير نمطية لضرب الثقة فى الحكومات بتوزيع زجاجات الزيت وأكياس السكر والشاى، ولم يقدموا مشروعاً فيه فرص عمل حقيقية، ففى انفراج أى أزمة، انتهاء لخططهم بإشعال الحرائق فى مشاكل الناس، وليس إطفاءها.
وحروب غير نمطية بنشر أفكار جاهلية تحط من قدر النساء، وتشيع أجواء المذلة والإهانة والاحتقار، وابتداع فتاوى بعيدة كل البعد عن الإسلام، تجعل المرأة درجة ثانية، وفى أحسن الأحوال جارية أو محظية.
ويا ويل بلد تمكنوا من شبابه ونسائه، وزرعوا فيهم روح التمرد والغضب، ولم يجد الشيطان الأكبر الذى يمسك بخيوط اللعبة من وراء الستار سوى المتطرفين، للقيام بمهمة تفوق مهارات الشيطان نفسه.
ولكن لأن الدواء الذى لا يميت يزيد متعاطيه قوة.
فمن الضرورى الانتباه إلى وسائل التواصل الاجتماعي، التى أصبحت ميداناً قتالياً واسعاً للحروب غير النمطية، وأهم أسلحة المواجهة: الوعى واليقظة.
الوعى بأن بلدنا مستهدف، ليس من قبيل الفزاعة أو تمرير شيء ما، ولكن لأن ما يجرى حولنا من أحداث يؤكد هذه الحقيقة.
واليقظة لأن الشياطين يعلمون جيداً أن مصر - أياً كانت ظروفها - هى القلب النابض فى المنطقة، ومنها تضخ الدماء، مهما ضعف الدور أو حاصرتها المشاكل، فما بالنا إذا كانت قوية ومتعافية؟
تأجل مشروع التقسيم «سايكس بيكو الدينية» فى المنطقة لأن القاهرة لم تسقط، بل تشد العواصم الأخرى لتستردها من السقوط، وهذا يعنى إفشال حروبهم غير النمطية.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة