الثلاثاء، 18 أغسطس 2020 - 11:57 م

◄رؤية الجامعة 2030 تتماشى مع رؤية مصر المستقبلية

◄ نعاني من عدم وجود ظهير أراض للجامعة ونحتاج لتوسع عاجل في المنشآت

من السماء تبدو كمنارة مضيئة في الدلتا، وعلى الأرض تشُع جامعة المنوفية علما وحضارة منذ تأسيسها وحتى اليوم، فيما ينتظرها مستقبل مميز مع تدشين كليات جديدة بتخصصات أكثر دقة. حين ظهرت آثار الإصابات بفيروس كورونا قدمت جامعة المنوفية ومنشآتها الطبية درسًا أخلاقيًا وصحيًا للجميع بعد أن جعلت من كوادرها ومؤسساتها قلاعا تمثل الخط الدفاع الأول عن أبناء المحافظة.

ومن هنا تحدث الدكتور عادل مبارك رئيس جامعة المنوفية لـ«الأخبار» عن كل صغيرة وكبيرة تهم أعضاء هيئة التدريس والطلاب وجميع المرتبطين بكل شبر على أرض الجامعة مع إبراز ملامح الرؤية الاستراتيجية لها حتى عام 2030.. وإلى نص الحوار:

جائحة كورونا

◄قبل أي شيء.. تتحدثون مرارا عن تجربتكم المميزة في التصدي لكورونا ماذا فعلتهم؟
قامت جامعة المنوفية بدورها على أكمل وجه فى التصدى لجائحة كورونا بالتعاون مع الهيئات الصحية بالمحافظة، وبدت في حالة استعداد كامل فى جميع المناحى، وخصصنا أكبر مخيم للكشافة بمركز شبين الكوم لاستقبال المرضى لتخفيف الضغط عن مستشفى الحميات. ليس هذا فقط، بل خصصنا المدينة السكنية بكلية الزراعة كمستشفى عزل لمرضى كورونا واستقبال أفواج العالقين من الخارج وتقديم كافة أوجه الرعاية الصحية اللازمة لهم مع اتباع كافة الإجراءات الاحترازيه المتبعة.

◄وأين أعضاء هيئة التدريس من هذه التجربة؟
خصصنا مستشفى عزل لأعضاء هيئة التدريس والعاملين بمقر معهد الكبد القومى وكذلك الجناح الفندقى بمستشفى جامعة المنوفية، ووصلنا إلى صفر إصابات، فضلا عن تخصيص مستشفى الجامعة للقيام بمهمة استقبال وعلاج جميع حالات الطوارئ على مستوى المحافظ بعد أن تم تحويل جميع مستشفيات القطاع الصحى لمراكز عزل لعلاج مرضى كورونا وأتقدم بالشكر لجميع الأطقم الطبية على المجهود الكبير الذى بذلوه خلال الجائحة.

◄ وكيف تم إنقاذ الموسم الدراسي والامتحانات خلال أزمة كورونا؟
حولنا المقررات الدراسية إلى مواد إلكترونية وقمنا بنشر فيديوهات تعليمية من خلال المنصة الإلكترونية لجامعة المنوفية، كما خضنا امتحانات الفرق النهائية بالكليات لمرحلتى الليسانس والبكالوريوس وسط اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية من تعقيم كامل للمدرجات وتوقيع الكشف الطبى على جميع الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والجهاز الإدارى منعا للتزاحم والتكدس داخل الجامعة مع نشر بوابات التعقيم بمجمع الكليات النظرى والكليات الأخرى وكواشف الحرارة.

كما قمنا بإعداد لجان خاصة للطلاب الذين يثبت أصابتهم وأجرينا لهم الفحوصات الطبية اللازمة بالمؤسسات الطبية التابعة للجامعة.

كلية الإعلام

◄ كيف ترى مستوى مؤسسات جامعة المنوفية؟
المنشآت التعليمية بجامعة المنوفية تشهد طفرة كببرة فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، وليس في جامعتنا فقط بل طالت كثيرا من جامعات الجمهورية، في ظل الاتجاه مؤخرا للتوسع فى إنشاء الجامعات الأهلية والتكنولوجية، والتى انطلقت الدراسة ببعضها خلال العام الماضى، فضلا عن دعم الدولة الكبير لتلك النقلة النوعية لقاطرة التعليم والارتقاء بالعملية التعليمية.

◄ وماذا عن الكليات الجديدة في جامعة المنوفية؟
الجامعة تشهد انطلاق الدراسة بأول كلية للإعلام بمنطقة الدلتا، وذلك في العام الدراسي الجديد، حيث تم تجهيزها بصورة فائقة عبر مدها بأحدث التقنيات العصرية والاستوديوهات المتطورة، فضلا عن دعمها بالإمكانيات البشرية والمادية المناسبة.

وتم توفير لائحة موحدة تراعى توفير كافة المعايير الاسترشادية لقطاع الإعلام، وقد أبهر ذلك لجنة قطاع الإعلام بالمجلس الأعلى للجامعات؛ حيث أدرجت الكلية فى تنسيق الجامعات واختبارات القدرات للطلاب وسيكون للكلية دور كبير فى خدمة الإقليم. كما انتهينا من تدشين كلية لطب الأسنان مع توفير كافة الإمكانيات المطلوبة على أعلى مستوى، ومن الممكن انطلاق الدراسه بها من خلال تحويلات الطلاب قريبا ونترقب مع بداية العام المقبل انطلاق الدراسة بكلية الذكاء الاصطناعى.

أزمة في المساحة

◄ ماذا عن المشكلات التي تواجه جامعة المنوفية؟
للأسف الشديد تفتقد جامعة المنوفية لظهير يسمح لها بالتوسع فى إقامة منشآت تعليمية جديدة على النقيض من جامعات أخرى، وقد تجلت تلك المشكله بعد انفصال فرع الجامعة بمدينة السادات ليتحول إلى جامعة مستقلة، ما أفقدنا ظهيرا شاسعا يتمثل فى نحو 500 فدان على الأقل، وقد ساهم ذلك فى تزايد ظاهرة التكدس فى أعداد الطلاب على نفس المساحة الخاصة بمنشات الجامعة.

◄ لكن البعض يتحدث عن إحدى القطع الكبيرة في بركة السبع؟
نعم لدينا مساحة تقدر بـ18 ألف فدان ملك للجامعة بقرية طوخ طنبشا التابعة لمركز بركة السبع لكنها مخصصة لإقامة كلية للطب البيطرى، ونظرا لكثير من العراقيل لم يتم القيام بذلك حتى الآن ويكفى أن تعلم أن كلية الطب البيطرى الحالية أقيمت على مساحة تم استقطاعها من أرض كلية الزراعة.

سبق أن وجهت خطابات لمجلس الوزراء ومحافظ المنوفية للتعاون فى توفير ظهير مناسب يسمح للجامعة بالخروج من حيزها الضيق المحدود ولن يتحقق ذلك إلا بالتكاتف بين كافة الأجهزة المعنية والمجتمع المحلى.

◄ أراك تتحدث دائمًا عن أزمة في تكدس الطلاب؟
لدينا أكثر من 82 ألف طالب وطالبة بمختلف المراحل التعليمية بالليسانس والبكالوريوس، فضلا عن 25 ألف طالب وطالبة بالدراسات العليا يباشرون العملية التعليمية فى إطار ظاهرة التكدس فلا توجد مساحات كافيه لتحقيق انفراجة مأمولة على صعيد التوسع فى المنشآت الجامعية في ظل طاقة استيعابية محدودة.

كل ما سبق كان له بالغ الأثر سلبا في عدم التماذج مع توجه الدولة الراهن للتوسع فى إقامة جامعات أهلية على غرار ماحدث من تدشين 4 جامعات فى ذلك الإطار، ومن ثم فإنني أضع ذلك الأمر برمته أمام أنظار المسؤولين والمجتمع لإيجاد حلول جذرية لمواجهة تلك الأزمة.

رؤية 2030

◄ دعنا نتحدث بتفاصيل أكثر عن الرؤية المستقبلية لجامعة المنوفية 2030؟
انتهينا من اعتماد الرؤية هذه الرؤية على غرار الرؤية الاستراتيجية للدولة بوضع تصور كامل للمنشآت الجديدة خلال المرحلة المقبلة وطبيعة البرامج التعليمية الجديدة والجهاز الإدارى المهيكل وقطاع الدراسات العليا بكل ما يشمله من خلال خطة استراتيجية واعدة.

اعتمدنا كذلك رؤية واعدة لقطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة، يشمل كيفية العمل على تنمية الموارد الذاتية للجامعه خلال المرحلة المقبلة، وشارك فى وضع تلك الرؤية خبراء ومتخصصون من رؤساء سابقين للجامعة وكوادر مهنية ورموز لهم باع كبير فى تلك المجالات.

وحصلنا على إجازة لرؤية 2030 فى جلسة مجلس جامعة المنوفية، خلال شهر يونيو الماضى، مع اعتماد الخطة التنفيذية لها وتعد بمثابة خريطة طريق للمسؤولين مستقبلا لتحقيق طفرات متميزة للنهوض بالجامعة مع مراعاة المرونة اللازمة فى التطبيق حسب مجريات الأحداث.

◄ كيف استعددتم للعام الجامعي الجديد 2021؟
العام الجامعى الجديد، والمقرر انطلاقه فى 17 أكتوبر القادم لاشك سيكون له شكل ونمط مغاير تماما فيما يعرف بالتعليم بعد أزمة كورونا وهو المتعارف عليه اصطلاحا بالتعليم الهجين، ويعتمد بنسبة كبيرة على التعليم الإلكتروني عبر منصات أون لاين مع تحقيق نسب حضور ممثله فى 50% للتطبيقات العملية، بحيث يتلقى الطلاب التعليم والخبرات المختلفة، وهذا يتماشى مع التوجه الحديد للسياسة التعليمية المتبعة لاحقا والتى أقرها المجلس الأعلى للجامعات.

◄ تحدثت في إحدى المرات عن دور لعبته الجامعة في انتخابات مجلس الشيوخ.. كيف ذلك؟
ساهمت جامعتنا بدور حضارى فى المحفل الانتخابى الأخير لمجلس الشيوخ؛ حيث تم تسخير كافة إمكانيات ومنشآت الجامعه لاستقبال وإقامة جميع المشاركين فى ذلك المحفل الديمقراطى من كافة الجهات المعنية بالإشراف على العملية الانتخابية بتوفير أماكن لائقة بالمدن السكنية التابعة للجامعة.