هشام مبارك
هشام مبارك


احم احم !

انصفوا «إسلام» أو اطرحوه أرضا!

هشام مبارك

الأربعاء، 19 أغسطس 2020 - 06:18 م

لا أكره فى حياتى شيئا قدر كرهى للثانوية العامة. تلك السنة الفارقة فى حياة ومستقبل كل منا والتى تفرق بين الشاب وأمله وبين البنت وحلمها. أكرهها بقدر كرهى لعجزنا عن وضع حل نهائى لتلك الأزمة التى تسببها الثانوية العامة ونتائجها وتترك ندوبها وآثارها البشعة على 99 فى المئة من أبنائنا وبناتنا يستوى فى ذلك المتفوقون وغير المتفوقين. ولا أعتقد أن هناك بلدا فى العالم سوى بلدنا فيه نظام تعليمى يشبه تلك الثانوية العامة التى نتمسك بها رغم أننا لم نجن من ورائها أى تقدم فى مستوى التعليم بل العكس.
ولأن لهذه الثانوية العامة فى كل سنة ضحايا بسبب الفكر العقيم الذى تدار به عمليات الامتحانات والتصحيح والكونترول، كان من أبرز ضحايا هذا العام شاب بلدياتى من الأقصر كانت كل بلدتنا تنتظر اسمه بين المتفوقين كعادته فى السنوات السابقة فإذا به يحصل على مجموع 47% ويرسب فى ثلاث مواد، ويلخص الضحية مشكلته فى كلمات قليلة مؤثرة أرسلها يقول فيها: أطمع أن أعرض عليكم مشكلتى التى تؤرق عليّ حياتى وتحيلها إلى ظلام دامس لا بصيص له، فأنا طالب بالثانوية العامة شعبة (علمى رياضة) اسمى إسلام محمد ضيف الله إبراهيم بمديرية التربية والتعليم بالأقصر مدرسة الشهيد سيد زكريا التابعة لإدارة البياضية التعليمية، وكل جريرتى أننى سهرت الليالى الطوال، وذاكرت الساعات تلو الساعات، لكى أحقق حلم حياتى، والتحق بكلية الهندسة لعلى أكون لبنة فى طريق تقدم وبناء وطنى الذى هو وسام على صدورنا جميعا. والحمدلله جاءت جميع الامتحانات فى متناولى، واعتبرت ذلك إشارة من المولى عز وجل وتكليلاً للمجهود الذى بذلته. وكان كل يوم يمر يقرب حلمى إلى الواقع. ولكن فوجئت بالنتيجة يوم ظهورها أنى متخلف فى ثلاث مواد فضلا عن المجموع فلم أصدق نفسى ولا أصدقها حتى الآن ولن أصدقها أبداً حتى قيام الساعة، فسارعت مثل الآلاف غيرى لعمل تظلم حيث كانت الصدمة الأشد من صدمة النتيجة أننى فوجئت بأن أوراق الإجابات المدون عليها اسمى ليست أوراقى، والخط ليس خطى، ولكن عليه اسمى. فمن له المشتكى بعد الله عز وجل إلا إليكم لعلى أخرج من عثرتى، وتدب فى عروقى الحياة من جديد بعد أن فقدت روحى أو كدت أن أفقدها. حيث أسير بين الأحياء ولست من الأحياء. فهل لى أن أنال حقى الذى بذلت كل غال ونفيس من أجله؟
انتهت رسالة إسلام ولم تنته الأسئلة التى دارت فى رأسى كما تدور الآن فى رءوس حضراتكم جميعا، فالقضية خطيرة وتحمل أكثر من احتمال، إما أن يكون هناك خطأ عفوى بسبب ضغط العمل داخل الكونترول بأسيوط نتج عنه وضع اسم إسلام على كراسات إجابات غير إجاباته الحقيقية وتلك مصيبة وإما أن تكون هناك جريمة متعمدة بوضع اسم طالب آخر «بليد» على إجابات إسلام «المتفوق» وهنا تكون المصيبة أعظم. وإما أن يكون إسلام نفسه واهم وبنى توقعات لا تمت للواقع بصلة حيث ليس من الضرورى أن يكون المتفوق فى السنوات العادية متفوقا فى الثانوية العامة. لذا حل هذه المشكلة البسيطة التى تقدم بها ببلاغ للنيابة هو أن يتم عرض إجابات إسلام التى يؤكد أنها منسوبة له على خبير خطوط يأخذ عينة من خط إسلام الحقيقى لمضاهاتها والنتيجة إما أن يكون هناك خطأ يتم تداركه مع اتخاذ القرارات الرادعة ضد كل من تسبب لإسلام فى هذه المعاناة الشديدة التى أوصلته لمشاعر مريرة، وإما أن يكون إسلام واهما وأن هذا هو خطه وتلك هى إجاباته كتبها بيده وفى هذه الحالة يتم توقيع أقسى عقوبة ممكنة عليه بأن يتم حرمانه من دخول الامتحانات العام المقبل وأى إجراءات تربوية أخرى أما نحن فى البلد فإما أننا سنحتفل بإسلام ونرفعه فوق أعناقنا لو كان صاحب حق وإما أن نطرحه أرضا ونوسعه ضرباً فى علقة لن ينساها عمره كله!

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة