الكاتب الصحفي إسلام عفيفي
الكاتب الصحفي إسلام عفيفي


إسلام عفيفي يكتب.. خريف الإرهاب وسمان نجيب محفوظ

بوابة أخبار اليوم

الأربعاء، 19 أغسطس 2020 - 07:32 م

 

مراجعات عيسى الدباغ.. وردّة الجماعة الإرهابية

استمتعت بمشاهدة فيلم السمان والخريف واسطورة التمثيل العظيم الراحل محمود مرسى-عيسى الدباغ - السياسى الذى فقد البوصلة وانحرف ،وانجرف انسانيا واخلاقيا ثم نجح فى استعادة نفسه بعد السقوط عندما تخلى عن غروره وصلفه وراح يدافع عن الوطن منخرطا مع المقاومة الشعبية ضد العدوان الثلاثى ، رافضا منطق ومبررات خيانة الباشوات الذين يتشفون فى عبدالناصر ولا يعنيهم سوى سقوطه والاطاحة به ولو احترقت مصر واحتلت القاهرة واقتطعت سيناء ، ومات المئات من المصريين بلا جريرة ، سياسة برائحة الخيانة وتواطؤ خسيس لتحقيق مصالح حزب وحفنة من الاقطاع ، و هنا ينتفض عيسى الدباغ صارخا ضد المتآمرين على الوطن (لكن اللى بتنضرب مصر يا باشا).

...لا فرق بين جماعة تتآمر على مصر الآن لانتزاع السلطة بالإرهاب وهذا الحزب الفاسد الذى تآمر على ناصر فى ٥٦ إنه تاريخنا يعيد نفسه ، ثمة فوارق شاسعة بين بطل نجيب محفوظ السياسي حتى ولو كان فاسدا فى احدى مراحل حياته ، هذا الفساد الذى لم يمنعه من مراجعة نفسه وعلانية أمام قادته الكبار الذى يدين لهم بالولاء ووسط باشوات حزبه ، ان يتمرد ان يرفض ان يعود لرشده وصوابه الوطنى مدافعا عن بلده فى وجه الاعتداء الغاشم ، أقول ثمة فوارق شاسعة بين هذا البطل ، وبين هؤلاء الذين خانوا أنفسهم ودينهم ووطنهم ومن توسموا فيهم خيرا من شباب مُضَلَّل ، أقصد بالتأكيد تلك الجماعة الإرهابية التى ذهبت الى الضلال الديني والوطنى بلا رجعة.

لا يجرؤ احدهم كبر مقامه عند عشيرته أو صغر أن يسأل مجرد سؤال عن مدى صواب الجماعة او خطؤها فى تلك القضية او ذاك الموقف او هذا الاختيار دون غيره وإلا وقع فى المحظور مثلما حذروا الأخ على عادل امام لا تناقش ولا تجادل يا اخ على وإلا وقعت فى المحظور، الفارق بين السياسي الذى يخطئ انه يملك قرارات الرجعة والرجوع حتى لو تم إقالته من حزبه الذى اختلف مع توجهاته ، اما عضو التنظيم فلا يملك هذا الحق اقصد الراجع او المراجعة فهو قد باع نفسه عقلا وقلبا ، جسدا وروحا لأميره الذى اقسم على الولاء له فى السراء والضراء واليسر والعسر والمنشط والمكره ، بيعة لا رجوع فيها ولا مراجعة بيعة ابدية ، شيك على بياض بخلود أبدى فى نعيم الجنة اذا نال شهادة فى معركة الجماعة او نعيم الدنيا اذا دانت لهم السلطة واغتصبوا الحكم ترويعا وإرهابا أو نفاقا للعامة اأو تدليسا بفتوى.

ماذا يمنع الجماعة اذا كانت تريد التوبة وتعود لرشدها مثل عيسى الدباغ ؟! 

من يريد تكفيرا عن ذنوبه يعلم تماما الطريق فأبواب الله مفتوحة ، أما إذا كانوا يريدون السلطة وكراسي الحكم فأبواب الشعب موصدة فى وجوههم بمغالق من كراهية تستعصى على كل أقنعة الزيف والكذب والتدليس ان تفتحها تحايلا أو خداعا.

السياسي يعلى وطنه عما سواه وإذا اخطأ فمن السهل ان يعود اذا كان نبتاً سويا ، أما عضو التنظيمات الإرهابية فتراجعه عن بيعته ردّة وكفر وخلافهم فيما بينهم ليس رحمة ، بأسهم بينهم شديد ، بل صداما يبيح الدم ولهم فى سيد فايز القيادى بالتنظيم الخاص أيام مرشدهم حسن الهضيبي عبرة ودما مسفوحا بظلم.

بطل نجيب محفوظ إنسان طبيعى يجتهد فيخطىء ويصيب ، أما قادة التنظيم والجماعة فتحيطها هالة وقداسة ترفعهم لدرجة الأنبياء فيأتون بالمعجزات وكأن الوحى يتنزل عليهم ومازلنا نتندر على خرافات اعتصام رابعة المسلح عندما كان ينزل جِبْرِيل عليه السلام بين ظهرانيهم ليصلى خلف أئمة الجماعة ويالسخافة الفكرة والطرح ومن صدقها وروّج لها من أبناء التنظيم السذج الذين استُلبت إرادتهم تحت تأثير جلسات غسيل المخ فى أُسر الجماعة.

العضو قد يخون وطنه لكنه لا يخون جماعته وبيعته ، الولاء هنا للأمير واجب، فرض ، على حساب الوطن ، لذلك لم يكن غريبا على مجلس نقابة الأطباء أن ينعى الارهابى عصام العريان المدان بمحاكمات قضائية ، العريان الذى كان بلسما فى مرحلة الاستضعاف ( قبل ٢٥ يناير ) فمه يقطر حبا وصوته هامسا خجلا وأدبا وابتسامته لا تفارق ثغره ، فإذا به يتحول إلى متغطرس مستبد طاووس يستقوى على الجميع رافعا شعار مغالبة لا مشاركة ، هكذا بلا أدنى احترام لأحكام قضائية صدرت ضد العريان أو مشاعر إنسانية نكنها نحن المصريين لأرواح الشهداء وأسرهم الاجلاء ، عزاؤهم صدر لأخ لهم تربطهم به علاقات وأواصر أقوى من روابط ما نسميه بالوطن والانتماء ، هم (إخوة فى الله ) ونحن فى عقيدتهم مارقون أو على الأقل نُعذَر بجهلنا ، وأمام طوفان الغضب على السوشيال ميديا فضلا عن قوة وهيبة مؤسسات الدولة تراجعت النقابة عن نعيها واعتذرت للمصريين اصحاب الحق فى هذا الوطن.

 ونعود للإبداع ، للسينما ، والورق ، للتأليف وسحر الشاشة على المشاهد الذى لا يضاهيه سحر آخر ..وما مسلسل الاختيار عن أذهاننا ببعيد ، تلك الملحمة التى حفرت بطولة رجالات الجيش والشرطة فى وجدان الكبار والصغار طوال شهر رمضان الماضى ، واعتقد أننا لو أردنا أن نختار مشروعا وطنيا ثقافيا فى فترة الولاية الثانية للسيد الرئيس عبدالفتاح السيسى والتى رفع فيها شعار بناء الانسان المصرى سنختار هذا المشروع ليكون حجر الأساس فى صياغة وجدان وتشكيل وعى المصريين جميعا من خلال إنتاج دراما وسينما وأغانى واوبريتات ومسرحيات وروايات تنحاز للتنوير تكون بمثابة حائط صد ، وهو مشروع دولة ولن تتحمس لتبنيه وتنفيذه سوى مؤسساتها الثقافية والإعلامية ، لا نريد إنتاجا موسميا بل وفق خطط وبرامج مدروسة جيدا ومستمرة وممتدة ، وأعتقد أن إعلام المصريين بما يملكه من قامات وخبرات وإمكانيات هو الكيان القادر على تحقيق هذا الحلم.

لن تخذلنا القوة الناعمة إذا ما أعلنا اللجوء إليها إنه مشروع حياة ضد مشروع الموت ، مشروع دولة ضد مشروع جماعة وتنظيم دولى ، مشروع هوية فى مواجهة التغييب وأنصار الظلام ، مشروع يدعم مؤسسات الدولة الأمنية فى معركتها ضد الميليشيات ، ويوفر مساحات الوعى الغائب ليصطف المواطن والوطن فى الدفاع عن وجوده ، حياته ، أمنه ، استقراره ، مستقبله ، مشروعه ، هذا ما نحلم به وهو حلم مشروع ونملك أدوات تحقيقه ، فليس أقوى من وطن يعشق أبناؤه الحياة.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة