د. محمود عطية
د. محمود عطية


من باب العتب

قبل أن تلعن الحظ

د.محمود عطية

الخميس، 20 أغسطس 2020 - 05:12 م

انتظر قليلا قبل أن تندب حظك..وانتبه للطريقة التى تقضى بها أوقاتك وعشت جزءا لا يستهان به من حياتك لأنها المسئولة عن وضعك الحالى راضيا عنه أو ناقما عليه خيرا أم شرا.. اختياراتك وطريقة تمضية وقضاء وقتك هما من توجه المسئولية إليهما فيما أنت عليه حاليا.. لا الحظ ولا الصدفة..!
ولا تضرب مثلا بغيرك وتقسم انه لا يساوى شيئا ولا يفهم "الألف من كوز الذرة" ومع ذلك وصل لما تمنيته أنت.ٍٍ. ربما يكون كلامك منطقيا أمام حيل الحياة ومصادفتها التى لا تنتهى وتغمض علينا ولا نفهمها أحيانا..ولا تقسم أن الحياة تعطى من لا يستحق وتحرم من يستحق أى لا تعطى المجتهد وتعطى من لا يعمل ولا يجتهد..!
وسل نفسك سؤالا واحدا.. لو أن الحياة منطقها كما ترى أنت.. تعطى من لا يستحق وتحرم من يستحق..فكيف تقدمت بنا الحياة..؟! وكيف ازدهرت وعمرت وتحدثت وتطورت وسيطر الإنسان على العديد من مظاهرها وفهم العديد من أسرارها..وكيف اكتشف ما اكتشف حتى باتت الحياة أمتع وأسهل.. وفى طريقها للتمكن اكثر واكتشافات أعمق..؟ فكر قليلا كيف تطورت حياتنا وتحدثت وتغلبنا على العديد من صعابها.. وهى كما ترى تعطى الخائب ولا تعطى المجد الذكى بمنطقك الذى ترى به الحياة..!
والغريب أننا نردد دوما أن لكل قاعدة شواذ..اى ممكن أن نجد أحيانا بعضا من غير المجيدين يحصدون فى حياتهم اكثر من المجيدين..وسريعا وبلا تفكير نردد هذه هى الحياة وكأن الذى حدث ليس شذوذا عن القاعدة التى تعطى لكل مجتهد النصيب ولا نعتبر ذلك شذوذا..!
حسب القاعدة ان لكل قاعدة شواذ.. ستجد من يجتهد ولا يصيب خيرا ونجد آخر لا يجتهد ويصيب.. وهذا منطق الدنيا التى نعرفها..كما ان هناك عللا تعوق المجتهد لا نعلمها ربما تكون كامنة فى نفسه فتجعله يتقهقر ولا يتقدم وغيره يتقدم دون أدنى اجتهاد..فنقيم الدنيا ولا نقعدها كأن ما حدث ليس من شواذ الحياة..!
بالتأكيد الحياة تعطى من يستحق وإلا كانت الدنيا خرابا مقيما ..وما كانت هناك تجارة ولاصناعة ولاحضارة تسير بنا نحو الأفضل.. ارجع بماضى حياتك وراجع ستجد أنك مثلا لم تعرف ما أولويات حياتك وسهيت عنها أحيانا.. بمعنى ما المهم فى حياتى وما الأهم لها ويجب عمله بلا تأخير.. ستجد انك ربما لم تضع الأهم قبل المهم..فالأهم دائما هى حياتك ومدى تقدمك نحو الهدف الذى رسمته.. لكنك  ضيعت الوقت فى أشياء فعلا مهمة.. لكنها ليست الأهم بالنسبة لتقدمك..ربما ساعدت أناسا ووقفت فى ضهر من طلب منك العون واخذ ذلك منك الكثير ونسيت نفسك والاهم لها..واتلخمت فى العديد من المشاكل الثانوية وربما لم تكن تفاهة لكنها بالأكيد ليست الأهم فى حياتك.
اذن انت وقعت فيما يطلق عليه علماء النفس الخيار ما بين الساعة والبوصلة..اى عندما لا يسهم ولا يساعد ما تقوم به وتفعله فى الوصول للهدف أى للبوصلة التى حددتها لحياتك..وشعرت انك دائما متورط فى دوامة المواقف الخطيرة والملحة لكنها غير المهمة..فتبذل مجهودا فى أشياء ليس لها معنى دون إيجاد وقت تبدأ فيه لفعل ما يحسن حياتك ويقربك من بوصلة هدفك الذى رسمته لحياتك..انتظر ولا تلعن الحظ قبل مراجعة ما فعلته للوصول لهدف حياتك.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة