صور مجمعة وأرشيفية
صور مجمعة وأرشيفية


51 عامًا على إحراق الأقصى.. نيران التطرف اليهودي لم تنطفئ بعد

أحمد نزيه

الجمعة، 21 أغسطس 2020 - 06:33 م

الحادي والعشرون من أغسطس عام 1969 هو ذاك اليوم الذي استيقظ فيه العالم العربي على خبرٍ صادمٍ، "متطرف يهودي أسترالي أحرق المسجد الأقصى".

ما ظنه العرب والمسلمون صعبًا آنذاك استيقظوا على كابوس حدوثه، ليتقنوا بداخلهم أن الاحتلال الإسرائيلي لن يكف عن جرائمهم، ولن يحيد عن طريق تدنيس مقدساتهم الدينية، ضاربًا بكل القوانين الدولية والأعراف عرض الحائط، لدرجة أن طال قبلة المسلمين الأولى وثالث الحرمين الشريفين.

في ذلك اليوم، اقتحم اليهودي المتطرف الأسترالي الجنسية الإرهابي مايكل دينيس المسجد الأقصى، وأشعل النار عمدًا في الجناح الشرقي للمسجد المبارك، القبلة الأولى للمسلمين ومسرى الرسول محمد "صلى الله عليه وسلم"، في جريمةٍ عنصريةٍ فظةٍ ارتُكبت بحق المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.

وأتت النيران على واجهات المسجد الأقصى وسقفه وسجاده وزخارفه النادرة وكل محتوياته من المصاحف والأثاث، وتضرر البناء بشكل كبير، ما تطلب سنوات لترميمه وإعادة زخارفه كما كانت.

جريمة مكتملة الأركان

جريمة إحراق الأقصى كانت مكتملة الأركان من قبل الاحتلال الإسرائيلي، فقامت حكومة الاحتلال آنذاك بزعامة المقبورة جولد مائير، بقطع الماء عن المصلى القبلي ومحيطه، وتباطأ في إرسال سيارات الإطفاء، لقطع الطريق أمام فرصة إخماد الحرائق، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع وخسائر جمة شهدها المسجد المبارك.

 وفي المقابل هرع الفلسطينيون ومركبات الإطفاء من مختلف المناطق في القدس إلى إخماد النيران وإنقاذ المسجد بكل وسعهم.

 

وبلغت المساحة المحترقة من المسجد الأقصى أكثر من ثلث مساحته الإجمالية، حيث احترق ما يزيد عن 1500 متر مربع من المساحة الأصلية البالغة 4400 متر مربع، وأحدثت النيران ضررًا كبيرا في بناء المسجد المبارك وأعمدته وأقواسه وزخرفته القديمة، وسقط سقف المسجد على الأرض نتيجة الاحتراق، وسقط عمودان رئيسان مع القوس الحامل للقبة، كما تضررت أجزاء من القبة الداخلية المزخرفة والمحراب والجدران الجنوبية، وتحطم 48 شباكًا من شبابيك المسجد المصنوعة من الجبس والزجاج الملون، واحترق السجاد وكثير من الزخارف والآيات القرآنية.

وألقت إسرائيل بعد ذلك القبض على الجاني، وبدلًا من إنزال أقصى العقوبة ضده نقلته سلطات الاحتلال إلى مستشفى للأمراض النفسية في المزرعة بالقرب من عكا، بدعوى عدم سلامة قواه العقلية، وبعد فترة ليست طويلة تم ترحيله إلى أستراليا، ليفلت من فعلته في الدنيا، ولكن هيهات أن يحدث ذلك يوم يقوم للحساب أمام رب العباد.

وتولت لجنة إعمار المسجد الأقصى التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية إزالة آثار الحريق وترميمه وإعادة صنع منبر صلاح الدين الأيوبي، من خلال فريقها الفني المتكامل الذي بدأ عمله مطلع عام 1970.

انتهاكات مستمرة بحق الأقصى

عام أُضيف بعد نصف قرنٍ من الزمن على جريمة إحراق المسجد الأقصى ولا يزال التطرف اليهودي مستمرًا بحق الفلسطينيين ومقدساتهم الدينية، وبالأخص المسجد الأقصى.

وأحدث جرائم المتطرفين الإسرائيليين بحق المسجد الأقصى، كانت يوم أول أمس الأربعاء، حينما أقدم نحو 100 مستوطن بقيادة المتطرف يهودا غليك، على اقتحام، ساحات المسجد الأقصى، وسط حمايةٍ من شرطة الاحتلال الإسرائيلي.

وتجول المستوطنون بصورةٍ استفزازيةٍ في باحات الاٌقصى، حسبما قالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، انطلاقًا من باب المغاربة وصولًا إلى مصلى الرحمة.

تلك الانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال ومستوطنوه بصفة دائمةٍ لم تتوقف على مدار أكثر من نصف قرن تجاه المسجد الأقصى، فألفوا على تدنيس المسجد المبارك بأفعالهم العنصرية.

ومع كل هذا، بقي المسجد شامخًا قبلة المسلمين وسيبقى أبد الآبدين إلى أن يأتي وعد الله الحق "وليدخلُوا المسجدَ كمَا دخلوهُ أوَّل مرَّةٍ وليتبرُوا ما علوا تتبيرًا"، وقتها ستكون قد سُطرت نهاية إسرائيل، "وعدَ اللهِ حقًّا ومن أصدقُ من اللهِ قيلًا".  

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة