«مقتنيات جامعة الإسكندرية».. أحدث متاحف مصر بعمر يعود للقرن الـ16
«مقتنيات جامعة الإسكندرية».. أحدث متاحف مصر بعمر يعود للقرن الـ16


بالصور| «مقتنيات جامعة الإسكندرية».. أحدث متاحف مصر بعمر يعود للقرن الـ16

أمنية حسني كُريم

السبت، 22 أغسطس 2020 - 11:12 ص

رفعت جامعة الإسكندرية الستار عن مجموعة من مقتنياتها الخاصة  النادرة من الوثائق والمخطوطات والخرائط  الكتب التاريخية، التي ظلت حبيسة الأدراج لعقود لتعرضها لأول مرة في متحف خاص يحمل اسم "متحف مقتنيات جامعة الإسكندرية"  الذي تم افتتاحه بداية الأسبوع.

 

"بوابة أخبار اليوم" قامت بجولة داخل المتحف  لاستعراض أهم مقتنياته  لنذهب في رحلة إلى عبق التاريخ  يقودنا إليها المتحف ليضع بين يديك إرث منوع من العلوم والآداب والسياسة والديانات دفعة واحدة ، ويلفت النظر للتطور التاريخي لأساليب الكتابة والنشر ونظم الطباعة والفنون  عبر القرون ..وتنوع الوثائق ما بين  نسيج البردي و  بقايا رقائق مهترئة عصية على الترميم، إلى صفحات طُليت بمياه الذهب  وزخرفت بألوان زاهية ظلت محتفظة بجودتها حتى الآن.

 

كتب ومخطوطات نادرة

 

يتكون  المتحف من ثلاث قاعات كبرى تضم القاعة الأولي مجموعة من التراث النادر لجامعة الإسكندرية الذي يتضمن أوائل الرسائل الجامعية،والشهادة الأصلية لتخرج د.حمد زويل وطلب سفره، وخرائط بناء الجامعة  عند تأسيسها ،  وجانبًا للكتب النادرة

 


تأتي في مقدمة هذه الكتب  كتاب "وصف مصر"  الشهير والذي يعود تاريخه إلى 1809،وكتاب "مصر L’EGYPT "الذي أعده المصور السويسري الأصل فرانسوا فريديرك بواسناس عام 1929 بطلب من الملك فؤاد  الذي  رغب في إصدار مجلد فاخر عن مصر يتبع نفس شكل المطبوعات  الضخمة الشائعة في القرن التاسع عشر ، ليعطي صورة دقيقة ونابضة بالحياة عن مصر الحديثة وأطلال  من تاريخها القديمة.

 

ومن أبرز المعروضات  أيضا كتاب "مصر بالصورة والكلمة" لجورج إيبرز والذي نشر 1880 م في طبعة مذهبة مزينة بأحجار فيروزي على الغلاف الأمامي،ويمكن أيضًا مشاهدة مجموعة خرائط قديمة في أطلس العالم الذي نشر عام 1922 وتظهر فيه الحدود القديمة  الواسعة لمصر،وأطلس القطر المصري الذي أعدته مصلحة المساحة المصرية عام م1914.

 

وتحت شعار" من أهم المطبوعات التي لاتقدر بثمن " عُرض نتاج البعثة العلمية التي أرسلها الإمبراطور فريدرش فيلهلم الرابع  من بروسيا عام 1842 وتتضمن  تسجيلا للمعالم الأثرية لمدة 3 سنوات  على يد مجموعة علماء وفنانين ،وتشمل في مجموعها 24 مجلدًا ضحمًا ،وقد ظهرت المجموعة المكونة بما يقرب من 900 لوحة  في الفترة مابين 1849 إلى 1856 وهي كانت  واحدة من أهم مقتنيات المعهد الألماني  قبل عرضها بالمتحف.

 

 

كما يمكن مطالعة  الطبعة الأولى من كتاب لوحات عامة للحياة في الإمبراطورية العثمانية والتي طُبعت  في باريس سنة 1787م،وكانت مهداة للملك Ohsson أوحسون، ومازالت بعض الوثائق  بكرًا تثير شهية الباحثين لدراستها  وللتعرف على المحتوى القانوني بها  وهي مجموعات الفرمانات الشاهنية الصادرة من السلطان العثماني  إلى ولاة مصر وخديوها من سنة 1597م إلى 1904م والتي جمعها  الملك فؤاد الأول في سبعة أجزاء.

 

وللحفاظ على كل هذه المقتنيات النادرة فإنها  تخضع  إلي  الترميم بشكل دوري ، لمنع تلفها بحسب د.عصام الكردي رئيس جامعة الإسكندرية  و الذي توقع أن  يكون المتحف مقصداً ومزارا ثقافياً سياحيا  وخاصة للباحثين والأثريين  من كافة الدول للإطلاع على مقتنياته النادرة.


كتب الديانات

 

بينما خصصت القاعة الثانية لكتب الديانات وتضم ١٠٩٥ مخطوطًا باللغة العربية، و١٣٩ مخطوطا شرقيا منهم ٢٤ مخطوطا بالفارسية، و١١٥ مخطوطا بالتركية،بحسب د.غادة موسى عميد كلية الآداب و مستشار رئيس جامعة الإسكندرية لشئون المكتبات.

 

 

 ويجذب الانتباه هنا  بعض الكتب النادرة  كـ" الصحف المنزلة على سيدنا داوود" والتي يعود تاريخها إلى 1301 هجرية  وتشمل أربعين صحيفة باللغة العربية تكشف تشابه التعاليم والوصايا  الدينية من خلال 8 مخطوطات وتتميز بوضوح خطها،إضافة إلى المجموعة  المنوعة من المصاحف القديمة من بينها مصحف نسخه بشير بن عبد الله للسلطان  سليمان العثماني ويعود تاريخه إلى 939هـ، إضافة إلى مجموعة مخطوطات  إسلامية أصلية مثل   الجزء الأول من صحيح البخاري ، ومخطوطات لابن العسال والشاطبي وفيض والتلمساني ،إضافة لكتب تصوف، ومخطوط عن علم "الشطرنج" لابن الهباربة يعود للقرن الثاني عشر هـ، وآخر في تفسير الرؤيا من القرن 10 هـ،وآخر عن الخيل بعنوان"عقد الأجياد في الصافنات الأجياد" للجزائري ويعود تاريخه إلى 1290هـ.

 

وفي الجانب القبطي تظهر مخطوطات مثل"أدعية ومدائح إلهية كتبها بعض الرهبان  ويقدر تاريخها بعام 9هـ، إضافة إلى وثيقة تأسيس معهد الدراسات الشرقية بالمكتبة المركزية البطركية، ويميز قسم الكتب الشرقية كتب صغير يحمل رسومات ملونة لأشعار فارسية بعنوان "ليلى والمجنون".


مراسلات ومستندات تاريخية

 

بالانتقال القاعة الثالثة يمكن  الاستمتاع بعرض رائع للكتب التراثية و يصل عددها  إلى ١٣٢٧ مجلدًا، كما أنها تضم مجموعات نادرة وقيمة يرجع بعضها للقرن السادس عشر والسابع عشر الميلادي  بعدة لغات ويعود أقدمها تحديدًا إلى عام 1580م.

 

 

 وحصلت الجامعة على المقتنيات النادرة من إهداءات  بعض الأمراء والباحثين والمعهد الألماني للآثار إضافة إلى مكتبات القصور المصاردة بعد ثورة 1952 وفقًا لتصريحات مروة ابراهيم حافظ مشرف قسم التراث بالمتحف  لـ"بوابة أخبار اليوم" ،حيث كانت  مكتبات هذه القصور تحوي على مجلدات ووثائق نادرة من بينها وثائق زواج وتوثيق عقود وتخصيص ميراث يعود أحدها إلى 1650م.

 

  كما تستمر الإثارة مع إمكانية مطالعة  عدة آلاف  من مستندات القرون الوسطى المكتوبة خلال الحروب الصليبية،وقد تم جمعها  ونشرها في باريس في القرن 19 وتشمل وثائق باللغات اللاتينية واليونانية والعربية والفرنسية القديمة والأرمنية ويمتد تاريخ نشرها مابين 1843 إلى 1906م.

 

 ويضم المتحف  كذلك مجموعة من أدوات الطباعة القديمة إكليشيهات الطباعة والأحرف الخشبية وعدة نماذج لكتابات فرعونية على ورق بردي،ويعرض كذلك مجموعة أوراق مهترئة مستخرجة من مخطوط جوامع الجامع ويعود تاريخها إلى 642هـ.

 

 

ومن المعروضات اللافتة للنظر أيضًا  زاوية  المراسلات التاريخية  من بينها  رسالة خطية من الخديوي إسماعيل بتاريخ 1875م، ورسالة من إبراهيم بك وزير الحربية عام 1795م ومعها مظروف بالشمع الأحمر وخطاب موجه من الوالي محمد علي باشا إلى قنصل النمسا بتاريخ عام 1825م وهي مهداة من ضمن مجموعة عزيز سوريال ،إضافة إلى خطاب من زوجة نوبار باشا إلى مدام جولي فيفر 1964 كتبها نوبار باشا بنفسه لعدم معرفة زوجته باللغة الفرنسية.    

 

كما يحوي المتحف على  جانب  الشخصيات التي أهدت المتحف مجموعتها الخاصة وأبزرها الأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق  والتي كانت الجامعة تحمل اسمه في بداية تأسيسها  ؛إضافة إلى قسم لمحمود خاطر بك أحد أبرز المتبرعين.


ومع نهاية الجولة الدسمة  تكشف  سمر محمد عبده مشرف المخطوطات بالمتحف ل"بوابة أخبار اليوم" أن  كل هذه المعروضات الثرية سوى  قرابة20% من مقتنيات الجامعة حيث لازالت آلاف الوثائق  في المخازن تنتظر دورها للظهور للنور بعد انتهاء ترميمها نظرًا لمحدودية مساحة العرض حتى مع اعتماد نظام  الأدرج  المفتوحة أسفل فاترينات العرض الزجاجية والتي تتيح سهولة الوصول المقتنيات المتصلة ببعضها بسهولة.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة