جـلال عـارف
جـلال عـارف


فى الصميم

هل انفتح الطريق.. للحل السياسى فى ليبيا؟

جلال عارف

السبت، 22 أغسطس 2020 - 07:04 م

الإعلان عن وقف إطلاق النار فى ليبيا هو بالتأكيد تطور هام ـ اذا خلصت النوايا واستقامت الأمور ـ أن يفتح الباب نحو التسوية السياسية التى كانت على الدوام هدف نضال الشعب الليبى وجيشه الوطنى والتى كان إعلان القاهرة هو العنوان البارز الذى حدد الطريق الذى يضع مصلحة ليبيا واستقلالها ووحدتها فوق الصراعات الصغيرة، ويجعل من الحل السياسى هدفا لا يتحقق الا بإرادة الليبيين ودعم الاشقاء بعيدا عن التدخلات الاجنبية التى وضعت ليبيا على حافة الكارثة. المهمة العاجلة بالطبع ستكون تثبيت وقف إطلاق النار بإشراف دولي، وهى مهمة ليست سهلة فى ظل تعقيدات الموقف واختلاف الرؤى حول التفاصيل وفى ظل ما تعيشه العاصمة «طرابلس» من صراعات الميلشيات والمرتزقة. ومع ذلك فإن الأمل كبير أن يتم تجاوز كل ذلك وان يصمد وقف اطلاق النار وان تتغلب المصلحة الوطنية على المطامع الأجنبية وعلى المتآمرين الصغار الذين مازلوا يراهنون على حكم الميلشيات الذى يتيح لهم تحويل ليبيا الى صومال أخرى.هذه المرة يختلف الامر فى ان هناك برنامج للعمل الوطنى تلتف حوله كل القوى الوطنية الليبية وتدعمه قبائل ليبيا وجيشها الوطنى ومن هنا فإن وقف اطلاق النار سيكون نجاحه مرتبطا بأن يكون الخطوة الاولى للحل السياسى الشامل الذى ينهى أوهام من يسعون لتقسيم ليبيا أو يستهدفون نهب حصة من ثرواتها.
ومن هنا كان التأكيد فى بيان المستشار عقيلة باسم مجلس النواب الليبى على أن اتفاق وقف إطلاق النار يعنى قطع الطريق على التدخل العسكرى الاجنبي، كما ينهى تدخل المرتزقة، ويستوجب تفكيك الميلشيات لكى تعود السيادة الوطنية الكاملة على كل الأراضى الليبية.
مصر التى ساهمت بمسئولية كاملة فى تحقيق هذه الخطوة كانت حريصة على تأكيد ان وقف إطلاق النار هو خطوة على الطريق فى مسار لابد ان ينتهى بالحل السياسى وفقا لمصالح ليبيا وإرادة شعبها كما كانت حريصة على ان توجه رسائل هامة فى مقدمتها ان وحدة ليبيا وسيادتها على كامل ترابها لا يمكن ان تكون موضع نقاش، وان دعم مصر لجيش ليبيا الوطنى ودوره فى محاربة الإرهاب والمرتزقة والتدخل الاجنبى سيتواصل ويتدعم. ولاشك ان رسائل القاهرة قد وصلت للجميع، وفى الوقت المناسب!!

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة