احمد شلبى
احمد شلبى


كلام على الهواء

«أَلَمْ يأْنِ للَّذِينَ آمنوا أَن تخشعَ قُلُوبهم...»

أحمد شلبي

السبت، 22 أغسطس 2020 - 07:29 م

الغيوم تشابكت ونسجت ستائر الظلام وسارت الظلمات تحيط بالشعوب العربية وأرى من بينها شعاعاً شيطانياً يضحك بملء فيه على حالنا وما آل إليه مصيرنا.
لا ألوم العالم المتربص بنا فنحن بالنسبة له عالة يخشون على حضاراتهم منا ونسوا أننا أصحاب أعظم حضارات فى العالم وأنها أضاءت لهم دروبهم وعقولهم ولكن الأمر الآن اختلف.. صرنا فى ركب التخلف فنظروا لنا نظرة الخلاص منا.
ولكى يتحقق ذلك لابد من إنهاء عقيدة الجيوش الوطنية وزرع الانقسامات وإشعال الفتن الطائفية حتى نصبح كذرات الرمال لا حياة ولا علم بل قتلى ومصابون وكراهية فيما بيننا وصراع لا ينتهى حتى نصبح دويلات صغيرة ويتم تسليم مفتاح المنطقة إلى إسرائيل تعبث فيها وتعيث فى الأرض فسادا فلا نرفع رأسا أمامهم ولا نملك قوة لتحجيمها كما فعلنا فى حرب أكتوبر.
للأسف القاصى والدانى يعلم هذه الحقائق بل أنى أزعم أن شبابنا الواعى يعرف ما يكيده الأعداء لنا ولكننا نضل الطريق ولم نبلغ الرشد بعد ولم نقرأ سطورنا التاريخية لدرء الضرر ومواجهة الأعداء.
الوحدة العربية والإسلامية ليست عنواناً فارغاً نقوله فى الخطب بل هى هدفنا ومصيرنا وسلاحنا فى مواجهة أعداء الأمس واليوم والغد.
والسؤال كيف للوحدة أن تعود وسط هذه الشرارات والانقسامات والصراعات الطائفية؟
أجد الإجابة بأن نبدأ بنموذج يدلنا للاقتداء به.. لبنان الآن شعب خرج ليعلن لا للطائفية والصراعات الحزبية والانقسامات.. ولا للفساد والظلم وهذه أهم خطوة أن يجتمع الشعب على كلمة سواء ويجب علينا جميعا أن ندعم هذا الأمر حتى تعود لبنان للبنانيين ويكون لديها جيش وطنى واحد وليس ميليشيات وجيش حزبى وكل واحد يملك ترسانة أسلحة بعيدة عن أيدى الدولة.. يجب على الجميع أن يكون تحت راية الجيش الوطنى للدفاع عن الوطن فى مواجهة الأعداء صفاً واحداً.
لو نجحت تجربة لبنان يمكن أن تنتقل إلى سوريا واليمن وليبيا والصومال وجيبوتى وغيرها من الدول التى تستعر بنيران الانقسام والطائفية.
أدعو مواطنى الأمة الإسلامية إلى قراءة الآية الكريمة « أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا  نَزَلَ مِنَ الحَقِّ» سورة الحديد آية ١٦.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة