عاطف زيدان
عاطف زيدان


كشف حساب

موسم الهروب إلى جامعات روسيا!

عاطف زيدان

السبت، 22 أغسطس 2020 - 07:34 م

اتعاطف بشدة مع أولياء أمور الطلاب الحاصلين على الثانوية العامة. الأحلام والطموحات كانت كبيرة لإلحاق الأبناء بإحدى كليات القمة، خاصة الطب والصيدلة والهندسة، لكن المؤشرات تؤكد أن الأمر ليس سهلا، فالمرحلة الأولى التى بدأت أمس تشمل الحاصلين على 400 درجة فأكثر فى شعبة العلوم أى بنسبة 97.60% والشعبة الهندسية 387 درجة فأكثر أى بنسبة 94.40% ما يجعل طلابا متفوقين يعيشون مأساة حقيقية، قد تلازمهم العمر كله. منهم من لا يملك سوى الحزن والدموع. فالعين بصيرة واليد قصيرة، ومنهم من يمضى أيامه «كعب داير» بين الجامعات الخاصة ذات الأسعار المرعبة، أملا فى حجز مكان، دون جدوى. وهناك فريق ثالث، يعرف وجهته جيدا؛ إنها جامعات روسيا، التى تقدم تعليما متقدما، بتكاليف لا تتجاوز نصف ما يدفعه الطلاب فى الجامعات الخاصة المصرية؛ لذا لم يعد غريبا تضاعف أعداد الطلاب المصريين والأجانب بشكل عام فى جامعات روسيا خلال فترة وجيزة، وصارت روسيا تشغل المرتبة الثامنة فى العالم من حيث عدد الطلاب الأجانب، الذين يشكلون نسبة 6% من العدد الإجمالى للطلاب الأجانب فى العالم. وتكشف الإحصائيات الروسية أن 181.5 ألف طالب أجنبى يمثلون 174 بلدا دخلوا روسيا عام 2019. ورغم أننى لا أمتلك رقما دقيقا لعدد الطلاب المصريين فى جامعات روسيا، إلا أن عددهم بالآلاف، ويتزايد عاما بعد عام. السبب فى رأيى هو التكاليف او المصروفات الدراسية، فمتوسط اسعار الطب والصيدلة مثلا فى الجامعات الخاصة المصرية يصل 100 الف جنيه ويتجاوز ذلك بكثير فى بعض الجامعات، بينما يصل المتوسط فى جامعات روسيا الحكومية المعترف بها دوليا 4 آلاف دولار، اى حوالى 62 الف جنيه سنويا.
الأمر جد خطير، ويحتاج تدخلا حكوميا عاجلا وحاسما، لوضع حد لمغالاة الجامعات الخاصة المصرية فى أسعارها، وإيجاد آلية جديدة تسمح للطلاب المتفوقين، الالتحاق بالكلية التى يرغبونها بالجامعات الحكومية بمصروفات معقولة، بدلا من تركهم وأولياء أمورهم فريسة للجامعات الخاصة، أو دفعهم للهروب إلى جامعات روسيا، بما يحمله ذلك من استنزاف لرصيد البلاد من العملة الصعبة، ناهيك عن مخاطر الاغتراب النفسية والاجتماعية والثقافية. اللهم انى قد بلغت، اللهم فاشهد.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة