خالد رزق
خالد رزق


مشوار

«لبنان» لا تتركوه للضباع

خالد رزق

السبت، 22 أغسطس 2020 - 07:35 م

 

ليس ممكناً لأى مراقب للمواقف الدولية تعاطيا مع المأساة التى يعيشها لبنان ما بعد كارثة انفجار ميناء بيروت، أن ينكر أن مصر كانت بين أوائل الدول التى سارعت إلى تقديم العون الواجب للأشقاء فى هذا البلد الحبيب عبر جسر جوى وآخر بحرى، غير دخول مستشفاها الميدانى الموجود منذ عام 2006 مباشرة على خط الخدمات الطبية الطارئة لضحايا الكارثة.
والأكيد أنه ليس مقبولاً إنسانياً وعلى كل المستويات أن تساوم دول أجنبية وعربية اللبنانيين على استقلال إرادتهم وقرارهم والأكثر على أمن وطنهم مقابل ما يمكن أن تقدمه من معونات يحتاجها الشعب فعلاً.
ومؤسف أننا رأينا مواقف دولية وإقليمية من بلدان نزعت أوراق التوت عن عوراتها الإنسانية، فراحت تستغل المصيبة الكبرى التى حلت بلبنان الجميل، لتحقيق المكاسب السياسية والاقتصادية، حتى بدت وكأنما هى ترقص وبلا خجل على دماء الضحايا.
المشهد وحال لبنان المأزوم كما نراه جميعاً ـ يقيناً ـ ليس غائباً عن المؤسسات المصرية، التى لا أراها قصرت فتوجيهات القيادة السياسية هنا واضحة: نحن مع لبنان فى مصيبته وبلا قيد أو شرط، ولكن الذى أريد أن أنبه له وأزيده هو أن علينا أن نكون مع لبنان بلا سقف وحد، فالذى عرفناه من مجريات الأحداث خلال الأيام الماضية أن قوى عالمية وإقليمية صارت تتكالب على هذا البلد العربى فى مساع لتأليب أطيافه وطوائفه بعضها على بعض، غير محاولات قوى معادية للعرب كما الترك لإيجاد موقع لهم على أرض ظل عصيا عليهم تدنيسها منذ خلصت من احتلالهم البغيض.
وبوضوح أقول إن مرفأ بيروت هو عنوان للسيادة الوطنية اللبنانية، ولهذا لا يصح أن تترك مهمة إعادة إعماره لقوى معادية، ولا لأخرى تضع شروطاً تنتقص من هذه السيادة الوطنية ولا لساعين للتربح على حساب أزمات الشعوب، ومهم ألا يقود الخذلان لبنان للكفر بالعروبة، فلا تتركوه للضباع..
مصر هى الأم.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة