جـلال عـارف
جـلال عـارف


فى الصميم

ألاعيب انتخابية.. أم خطر حقيقى؟!

جلال عارف

الأحد، 23 أغسطس 2020 - 07:21 م

المعركة حول «إصلاح البريد» فى الولايات المتحدة الأمريكية ليست لوجه الله ولا للمصلحة العامة فقط. انها معركة حول أكثر من خمسين مليون سيقومون بالتصويت عبر البريد فى انتخابات الرئاسة والانتخابات التشريعية المحلية التى تجرى فى نفس الوقت مع بداية نوفمبر القادم.
التصويت بالبريد أحد الرهانات التى يعتمد عليها الحزب الديموقراطى فى المعركة القادمة، حيث تشير التقديرات إلى زيادة أعداد المصوتين بالبريد يصب فى مصلحته لأنه يدفع بأعداد متزايدة من كبار السن والشباب للمشاركة فى الانتخابات دون التعرض لمخاطر «كورونا» وهذه الفئات ـ فى معظمها ـ تؤيد الديمقراطيين بينما يعتمد الرئيس ترامب على قاعدة صلبة من المتحزين له من أنصار أمريكا البيضاء أو اليمين الانجيلى الحريصين على الإدلاء بأصواتهم حضوريا والذين يخوضون المعركة الانتخابية باقتناع كامل بترامب.
عندما اكتشف الديموقراطيون ان ترامب عين ادارة جديدة للبريد، وأنها بدلا من تعزيز الخدمات لمواجهة الاقبال المتزايد المتوقع على التصويت بالبريد، أخذت فى تقليص الخدمة، بادروا للتحرك من أجل معالجة الأمر وقدموا مقترحات لتخصيص بضعة مليارات من الدولارات لتعزيز خدمة البريد. لكن الرئيس ترامب رفض ذلك معللا الأمر بأن التصويت بالبريد هو وسيلة الديموقراطيين لتزوير الانتخابات!!
قبل يومين صعد الرئيس ترامب من موقفه المؤيد للإجراءات التى يقوم بها مدير البريد المناصر له، محذرا فى نفس الوقت ـ من أن محاولات التدخل الاجنبى لن تقتصر على ما قبل الانتخابات، بل سيكون التدخل بعد التصويت أخطر استغلالا للثغرات التى يراها ترامب فى التصويت بالبريد.
الأخطر كان تحذير ترامب من أنه لا توجد استعدادات لفرز ٥٠ مليون صوت متوقع بالبريد وبالتالى ستتأخر نتائج الانتخابات، وبالتالى لن تكون هناك نتيجة للانتخابات ـ كما يرى ترامب ـ فى ٣ نوفمبر!! وبكلمات أثارت العديد من علامات التساؤل قال ترامب.. برأيى لن يكون بإمكانكم معرفة نهاية هذه الانتخابات لاسابيع أو شهور.. وربما للأبد!! هل يمارس ترامب لعبة إثارة المخاوف لحشد التأييد، ام ان أمريكا قد تواجه أزمة غير مسبوقة؟.. سؤال لن نعرف إجابته الا مع نتائج انتخابات لن تكون كسابقاتها فى أغلب التوقعات!!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة