محمد سعد
محمد سعد


آمنية

ليبيا عادت

محمد سعد

الأحد، 23 أغسطس 2020 - 07:40 م

الانتصار يكتبه الأبطال تصنعه شجاعة لا تعرف للخوف دار وجنود تسكنهم عزيمة وإرادة خلقت للبقاء، كتب التاريخ على صفحات النضال أن لمصر جنودا بواسل وجيشا جبارا يؤمن بيقين تحقيق الانتصار، بالأمس القريب امتثل الفرقاء فى ليبيا لارادة ورؤية مصر واقرت الأطراف المتنازعة اتفاقا مبدئيا يقضى بوقف اطلاق النار فى جميع أرجاء ليبيا،ونزع السلاح من مدينتى سرت والجفرة واستئناف ضخ النفط وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية فى مارس القادم، ونستطيع الآن أن نقول «ليبيا عادت».
60 يوما فقط مضت على إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسى، منطقتى سرت والجفرة «خط أحمر» وتحديدا فى يوم 20 يونيو الماضى، وبينما العالم أجمع يحبس أنفاسه استعدادا لحرب مرتقبة بين اطراف الصراع اذا برئيس حكومة الوفاق فايز السراج يفاجئ المجتمع الدولى بإعلان وقف اطلاق النار والعودة لطاولة المفاوضات، وبرغم ان هذه الطاولة سئمت من جلوس الفرقاء عليها أكثر من مرة، إلا ان هذه المرة تبدو مختلفة، اذ ان العودة للحوار جاء من داخل البيت الليبى و بيد الليبيين انفسهم.  
لقد كانت مصر تنتظر أن يأتى يوم يطرق الأبواب حاملا بين راحتيه فرحة الوحدة وتنحى التفسخ جانبا، وتشرق الشمس وترسل أشعتها لترى العيون الغافلة شريط إنجاز طويل ممتد بطول ارض العرب، صنعته الارادة المصرية، نعم تشرق شمس مصر كل يوم تشق سحابات الغيوم تنير الوجوه عابثة رافضة اى واقع يفرض عليها، فمصر تنفض غبار الماضى وبصرها مصوب فى عمق المستقبل، فهناك جيش عداده جنود جعلهم الله خير الأجناد كتبوا لمصر النصر صنعا بالمستحيل أسقطوا حصون الوهم، خيال البشر لم يسبح يوما فى عقول جنود تؤمن بجلب شمس الانتصار، فى كل زمان ومكان فى كل ميدان للقتال أو البناء وحدهم يقدرون فيكتبون المستحيل ينشدون لمصر البقاء فيرفعون راية العزة والكرامة، صون العرض والأرض هنا يسكن جيش مصر هنا يعيش جنود مصر هنا ترفرف راية الانتصار.
نعم مصر مضت فى نهر الطريق وانطلقت تسابق زمن البناء وتؤمن بأن البناء إرادة رئيس جاء منقذا لوطن وقف على شفا جرف هار فأنقذه من الضياع يشيد له أملا وحلما يعانق عنان السماء، مصر أبدا لن تعود إلى الوراء أو تهزمها عيون استهدفت قتلها برصاص الإحباط مصر دائما عصية على الأوغاد تحيا مصر دائما وأبدا من وحى البناء وواقع يبوح بإنجازات تفوق الخيال.
ولو عاد الاغبياء ومن يقف وراءهم وبجانبهم واستوعبوا الدرس لوجدوا أن شهداء مصر على مر العصور ماتوا وهم أحياء عند ربهم يرزقون، استشهد الرجال الأبطال البواسل وهم يدافعون عن الأرض استشهد جنود من خير أجناد الأرض من رجالات القوات المسلحة، استشهدوا وهم على دين الله وفى سبيل الله بينما مات الخونة وهم على غير دين الله وهم فى الدرك الأسفل من النار.
يتوهم الاغبياء بخيال مريض، بسراب ماء فى صحراء جرداء أن بإمكانهم وأد الإرادة والحرية والعبث بمقدرات الشعب الليبى، يغيب عن عقولهم المظلمة أن فى مصر خير الجنود وأعظم الرجال، جنود لم يهزمهم أبدا مثل حثالة الكفرة الفجرة ففى نهاية طريقم ينتظرهم الموت المحقق، فهم على ضلال و إلى ضلال يسيرون.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة