جـلال عـارف
جـلال عـارف


فى الصميم

لعبة السياسة.. ولقاح «كورونا»!!

جلال عارف

الإثنين، 24 أغسطس 2020 - 07:09 م

كان التنافس فى انتاج اللقاحات والأمصال ضد الأمراض والأوبئة يخضع فى السابق لمقتضيات البحث العلمى من ناحية، ولصراع الشركات العملاقة حول «كعكة» الأرباح الهائلة التى يجنيها من يتمكن من انتاج اللقاح.
مع «كورونا» تدخل السياسة بقوة من أبواب عديدة، فمع وباء هو الاخطر منذ ما يقرب من قرن كامل، ومع تهديده للبشر فى كل أنحاء العالم، ومع انتظار الجميع  للقاح الذى ينقذ العالم من مأساة «كورونا» وآثارها الكارثية.. صحيا، واقتصاديا، واجتماعيا.. مع كل ذلك تدخل القوى الدولية سباقا من أجل أن تثبت أنها الأكفأ علميا، ومن أجل أن تقول للعالم أنها «المنقذ» فى الشدائد، ومن أجل أن تضمن الحصول ـ قبل الجميع ـ على احتياجاتها من اللقاح المنتظر بالكميات التى تكفيها.
وتزداد شراسة «المعركة» مع حرب تجارية تخوضها الدول الكبرى فى فترة تحول مضطربة.. روسيا التى ارادت أن يكون قصب السبق لها فأعلنت عن اللقاح المنتظر تواجه تشكيكا فى أن يكون اللقاح مازال يحتاج للمزيد من التجارب، ومع ذلك تعلن الآن عن الاستعداد للكشف عن لقاح آخر أكثر فعالية وأمانا كما تقول. والصين اكتفت بتسجيل لقاح جديد قالت أن أمامه بضعة شهور قبل أن يدخل مرحلة الانتاج. وفى حين يبدو لقاح «اكسفورد» الذى مازال يمر بالتجارب الأخيرة محل الثقة الأكبر حتى الآن، تعمل باقى المختبرات فى أوروبا وأمريكا بجهد كبير لانجاز المهمة فى ظل ظروف لاتسمح بأى تساهل فى الالتزام بالمعايير العلمية شديدة الصرامة فى كل ما يتعلق بالأدوية او اللقاحات.
والعالم كله يتعجل الوصول الى اللقاح المنشود حتى وإن كانت فعاليته ـ كما يقول العلماء ـ لن تتعدى فى احسن الاحوال 70٪، فهو فى النهاية سيمثل صمام أمان للبشرية. أما الرئيس ترامب فلم يعد يطيق صبرا، فوجه الاتهامات إلى هيئة الدواء الأمريكية ذات السمعة العالمية بأنها ـ مع آخرين ـ يتعمدون تأخير التوصل للقاح المطلوب لما بعد انتخابات الرئاسة فى 30 نوفمبر!! وبعدها تم الاعلان عن التصريح باستخدام بلازما المتعافين من «كورونا» فى العلاج منها فى حالات معينة، وهو أمر سبق لمؤسسات صحية عالمية أن قالت انه محدود الاثر جدا.. مثله مثل علاجات كثيرة تم الاعلان عنها ثم التراجع بعد ذلك لتبقى البشرية فى انتظار اللقاح المنشود، ولتبقى  الكمامة وغسيل الايدى والبعد عن الزحام هى الروشتة المعتمدة حتى الآن.. حتى وإن تعارض ذلك مع مقتضيات السياسة ولعبة احتكارات الدواء!!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة