ربما سوء الفهم والتقدير جعل نقابة الصحفيين تظن أن ولوج الداخلية لمبني النقابة هو فقط لضبط وإحضار اثنين من الزملاء مطلوبين في قضايا رأي وتعبير، وتناست تزامن ذلك مع الاحتفال العالمي بحرية الصحافة وهو اليوم المخصص للدفاع عن حرية التعبير وسلامة الصحفيين.. فلماذا لا تحسن النقابة الظن وتعتقد أن ما حدث كان بهدف الاحتفال بحرية الصحافة خاصة أن النقابة لم تبد أي بادرة للاحتفال بذلك اليوم العالمي، وذلك لا يخيف أحدا خاصة في الجو الاحتفالي. ومع ذلك يتعجب البعض من الاحتفال بالصحافة رغم رزالتها لعدم عملها بحكمة» إذا بليتم فاستتروا « وفضحها للمستور والمسكوت عنه وربما تكون آخر رزالتها هي كشفها ما عرف «بأوراق بنما» حيث عرت وفضحت العديد من المتهربين من دفع ضرائب بلادهم، مما يكسب الصحافة بغضا وكراهة لدي تجمعات المصالح، فالانتقاد الذي تبديه الصحافة دائما في العديد من وسائلها المتعددة يقلق الكثيرين ولا يكون محببا، لكن «تشرشل» يري غير ذلك قائلا: «الانتقاد قد لا يكون محببا لكنه ضروري لأنه يقوم بنفس وظيفة الألم في جسم الإنسان وينبهنا إلي أمر غير صحي».. وقديما قالها ابن الخطاب : (لا خير فيكم إن لم تقولوها ولا خير فينا إن لم نسمعها منكم ).
ومع كراهة الصحافة من تجمعات المصالح واجتهادها بالتحكم في الوصول إلي المعلومات لخنق عملها ولبقاء الحكومات غير الديمقراطية وما يصاحبها من أنظمة تحكم وجهاز أمني، لم تتوقف الجماعة الصحفية عن المطالبة بحق الجماهير في المعرفة والوقوف أمام تزييف وعيها، ومما لا يبهج أصحاب المصالح هو الاحتفال السنوي بحرية الصحافة الذي تم تدشينه في مايو 1991 بإعلان ويندهوك التاريخي في ناميبيا ونص علي أنّه «لا يمكن تحقيق حرية الصحافة إلا من خلال ضمان بيئة إعلامية حرّة ومستقلّة وقائمة علي التعدّدية. وهذا شرط مسبق لضمان أمن الصحفيين أثناء تأدية مهامهم، ولكفالة التحقيق في الجرائم ضد حرية الصحافة تحقيقا سريعا ودقيقا..» فلماذا لا نشكر من جعل مصر تحتفل كلها باليوم العالمي لحرية الصحافة وبما نسيته»الصحفيين».