الوجه المرعب للقاهرة.. «شبيهة» ريا وسكينة ولحوم بشرية للبيع!   
الوجه المرعب للقاهرة.. «شبيهة» ريا وسكينة ولحوم بشرية للبيع!   


حكايات| الوجه المرعب للقاهرة.. «شبيهة» ريا وسكينة ولحوم بشرية للبيع!   

إيهاب الحضري

الخميس، 27 أغسطس 2020 - 03:31 م

لا تقتصر كتب التاريخ على الحكايات السياسية فقط، بل تتضمن قصصا هامشية كثيرة، لا تخلو من تشويق وإثارة.. وطرافة أحيانا، ففي العصر المملوكي، وتحديدا في أحد أعوام القرن الرابع عشر، فوجئ سكان القاهرة بسلسلة اختفاءات عجيبة، كانت ضحيتها السيدات غالبا، وبعض الأطفال أحيانا.

 

شعر الجميع بالخوف، ومنع الرجال زوجاتهن وبناتهن من النزول إلى الشوارع، خاصة بعد العثور على النساء المختفيات، وفى كل مرة كانت الضحية مقتولة وشبه عارية. وصلت الأخبار إلى السلطان الناصر محمد بن قلاوون، فأمر الوالى بسرعة حل هذا اللغز.

 

لا يذكر المؤرخون مسار التحقيقات، لكنهم قالوا إن الضحايا متن خنقا، كيف تم تحديد سبب الوفاة؟ لا أحد يعلم تحديدا. ربما افترض المحققون سيناريوهات عديدة، استبعدوها تباعا ليرجّحوا أن السرقة هي الهدف، ودارت الشبهات حول امرأة مجهولة أطلقوا عليها اسم «الخنّاقة»! تستدرج الضحايا وتقتلهن لتسرق ثيابهن.

 

نموذج مبكر لريا وسكينة، ولو كان الفارق الزمنى قريبا بين السفاحات الثلاث، للاعتقاد بأن «خطّافة القاهرة» ألهمت قاتلتي الإسكندرية الفكرة، فقامتا بتطويرها لسرقة الذهب، بدلا من الثياب التي كانت تكتفي بها «الخنّاقة» لضيق أفقها! 

 

المهم أن السلطات المختصة ألقت القبض عليها أخيرا، وتم «تجريسها» في جولات بشوارع المدينة، ثم شُنقت على باب زويلة!

 

لحوم بشرية للبيع!


وخلال سلطنة الأشرف برسباي في القرن الخامس عشر، قبض والي القاهرة على تشكيل عصابي، يقوم بنبش المقابر بحثا عن الجثث حديثة الدفن، لم يكن الهدف بالتأكيد بيع أعضاء أصحابها لطلبة كليات الطب، بل كان أفراد العصابة يقومون بسلخ الأموات و«تشفية» لحومهم، ثم تعبئتها وتغليفها، ويبيعونها للأجانب مقابل 25 دينارا للقنطار! 

 

بعد ثبوت الجريمة على المتهمين تلقوا عقوبات مشددة، فضُربوا باستخدام أدوات تعذيب معروفة في ذلك العصر اسمها «المقارع»، ثم قُطعت أيديهم وعُلقت في رقابهم، وطافوا شوارع القاهرة وهم بهذه الصورة، وبعدها تم إلقاؤهم في السجن.

  
سلطان العبيد!


داهمت قوات الأمن إحدى مناطق الجيزة، كي تقضي على حركة انفصالية غريبة من نوعها. فقد اجتمعت طائفة من العبيد السود عام 1146، وقرر أفرادها تنصيب سلطان لهم، وكان مقر الحكم الفخم مجرد خيمة رفعوا عليها علمهم! 

 

يبدو الأمر أشبه بنكتة لطيفة، لكن الانفصاليين اقتنعوا أن دولتهم حرة مستقلة، فبدأ سلطانهم يضبط إيقاع دولته بتشكيل هيكلها الإداري، لم يكتف بتوزيع المناصب العليا على أتباعه وهو جالس على «دكة» خشبية اعتبرها عرشه! بل بدأ تعيين ولاة لمناطق تابعة لحكم السلطان الظاهر جقمق، مثل الشام وحلب وطرابلس!

 

إلى هنا يظل الأمر مجرد مسرحية هزلية يمكن ألا تثير سخط الحاكم، لكن «مملكة العبيد» بدأت تعاقب أعداءها، وتقطع الطريق على الناس وتنهب الضرائب.

 

هنا وجه لهم السلطان قوة عسكرية، عبرت النيل وهزمتهم كما هو متوقع، وسُجن عدد منهم وهرب البعض، ثم أذاع السلطان بيانا في القاهرة، وطالب كل من لديه عبد كبير أن يذهب به إلى القلعة، ويتقاضى أربعة آلاف درهم ثمنا له، وبعد تجميعهم صدر الحكم بسجنهم، لكن يبدو أنه جرى تعديل القرار، فتم اقتيادهم إلى الإسكندرية وإرسالهم عبر البحر إلى الدولة العثمانية «الشقيقة»، وغالبا تم بيعهم هناك.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة