الخميس، 27 أغسطس 2020 - 06:26 م

يخطئ من يتصور أن المشروعات القومية الضخمة التى يتم تنفيذها حالياً بطول البلاد وعرضها، فى الطرق والكبارى ومترو الانفاق والسكك الحديدية وغيرها وغيرها، هى مجرد مشروعات كبيرة منفصلة وقائمة بذاتها وغير مترابطة، سواء هى أو غيرها من المشروعات العمرانية والإنتاجية أو الخدمية فى مصر كلها.
والأكثر خطأ، من يعتقد أن الشبكة الهائلة للمواصلات ووسائل النقل والطرق والكبارى وغيرها التى انشئت وافتتحت بالفعل، وغيرها التى مازالت تحت الانشاء ويتم العمل فيها الآن بهمة كبيرة وعلى مدار الساعة، والتى من المقرر الانتهاء منها ودخولها منظومة العمل والخدمة خلال الشهور القادمة، هى مجرد طرق لتيسير وتسهيل السير والانتقال من محافظة إلى أخرى فقط لا غير.
فى الحالتين هذا خطأ كبير وتصور قاصر لا يرقى إلى مستوى الفهم الصحيح لواقع الحال، فلا هى مجرد مشروعات منفصلة وغير مترابطة، ولا هى أيضاً مجرد طرق للسير والانتقال بين المدن والمحافظات.
بل هى أكثر من ذلك وأعظم فى حقيقتها وجوهرها، حىث انها الخطوة الأساسية والركيزة الضرورية والقاعدة الرئيسية التى تقوم عليها وتعتمد عليها التنمية الشاملة فى أى دولة من الدول فى العالم كله شرقه وغربه.
فلا توجد دولة فى العالم قوية حديثة ومتطورة دون شبكة طرق حديثة ومتطورة أيضاً، تربط كل انحائها وتسهل حركة النقل والانتقال فى كل ارجائها، وتربط مصادر ومواقع الانتاج بمواقع وأماكن الاستهلاك وأيضاً بمرافئ التصدير.
هذه الشبكة من المواصلات والطرق ووسائل الانتقال والنقل وأيضاً الاتصالات، هى الجاذبة للمستثمرين واللازمة لإقامة المشروعات وإتاحة فرص العمل، وترشيد النمو العمرانى والسكانى أيضاً على أسس صحيحة وسليمة
من هنا.. وفى هذا الإطار تجرى وتتم كل هذه المشروعات التى هى فى حقيقتها البوابة الرئيسية لبناء الدولة المدنية الحديثة والقوية المنطلقة نحو التنمية الشاملة بإذن الله.