يوسف القعيد
يوسف القعيد


يحدث فى مصر الآن..

أمجاد يا عرب أمجاد

يوسف القعيد

الخميس، 27 أغسطس 2020 - 06:28 م

قمة عمَّان التى عقدت الثلاثاء الماضى بالعاصمة الأردنية بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى، والملك عبد الله الثانى، ورئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمى جعلت رياح العمل العربى تهب علينا من جديد. وأنا باعتبارى ستينى الهوى، ما إن تهب أجواء الحلم القومى العربى حتى تستيقظ بداخلى ذكريات الماضى.
كان العرب قوة يُحسب لها حساب، صحيح أنهم تعرضوا لضربات موجعة. ولكنهم كانوا إحدى القوى الأساسية فى عالم الأمس. وأحلم أن يعود هذا مرة أخرى بعالم اليوم. الرئيس السيسى، حضر القمة الثلاثية واجتماعاً مع العاهل الأردنى. والقمة طالبت بحماية الأمن القومى العربى من التدخلات الخارجية. واهتمت القمة بالأوضاع المتردية فى ليبيا، واليمن، وسوريا. سوريا التى تمنيت لو أن ظروفها سمحت لها بحضور القمة.
القمة الثلاثية تناولت موضوع الأمن المائى المصرى. وأكدت - وهذا يحدث لأول مرة - أنه جزء لا يتجزأ من الأمن القومى العربى. وكانت قضية الفلسطينيين حاضرة على مائدة المفاوضات. وأكد القادة أن حل الصراع الذى يعانى منه أشقاؤنا الفلسطينيون كان موقفهم شديد الوضوح.
القضية الفلسطينية مركزية. ولابد من تفعيل الجهود لتحقيق السلام العادل والشامل الذى يلبى جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى. وخصوصاً حقه فى الدولة المستقلة ذات السيادة. والقابلة للحياة على كامل ترابه الوطنى، وعاصمتها القدس الشريف. وفق القانون الدولى وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية.
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال القمة أن مصر مستعدة لتقديم خبراتها التنموية وتاريخها فى العمل التنموى للأشقاء. ولأننا نعيش عصر السرعة فعلى الفور بدأت اجتماعات بين المهندس محمد أحمد مرسى، وزير الدولة للإنتاج الحربى. الذى أكد أنهم يسعون لتوظيف كل الإمكانيات التصنيعية والتكنولوجية والبشرية للمشاركة فى إعادة إعمار العراق بتنفيذ المشروعات القومية الكبرى الصناعية والدفاعية وكذلك الصناعات المدنية والتى تحقق طفرة كبيرة للأشقاء العراقيين. وزير الدولة للإنتاج الحربى قابل أحمد نايف الدليمى، سفير العراق فى القاهرة والوفد المرافق له وبحثوا سبل العمل فى مجالات التصنيع المشترك بين البلدين.
أيضاً فإن الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان تباحث مع على السنافى، رئيس الاتحاد العربى لمقاولى التشييد والبناء ورئيس اتحاد المقاولين العراقيين وبحثا أوجه التعاون المشترك ونقل الخبرات والتجارب المصرية فى مجال البناء والتنمية العمرانية للدولة العراقية.
ربما كانت هذه القمة من أوائل القمم العربية التى اقترن فيها ما تم بحثه من أمور سياسية بالخطوات التنفيذية التى جرت فوراً وفى نفس اليوم. إن اقتران الإعلانات السياسية بالعمل على أرض الواقع مسألة مهمة. وهو يعنى أننا نبدأ بقمة عمَّان زمناً جديداً. فى الماضى البعيد غنينا للعروبة. ولكننا الآن وفى ظل قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، نعمل من أجلها ليلاً ونهاراً.
إن عهداً عربياً جديداً يطل علينا. فإن كان الشعار السياسى يؤدى لمشاعر قومية. فإن العمل فى أرض الواقع يثبت تكامل القول مع الفعل. وهو ما يبدو أن الوطن العربى فى أمس الحاجة إليه: هنا والآن. الطريق طويل وصعب، ونقل الأحلام والأمانى لأرض الواقع مسألة ليست سهلة. لكن الوعى والإدراك عندما يقترن بالعمل تحدث المعجزات.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة