كرم جبر
كرم جبر


إنـــــــهــــــــا مــــــــــصـــــــر

كرم جبر يكتب| صفحة الحوادث!

كرم جبر

الجمعة، 28 أغسطس 2020 - 08:25 م

فشل فى اغتصاب ابنة عمه فذبحها وطفليها التوأم.

عشماوى ينتظر الزوجة الخائنة وصديقها.

القبض على شاب قتل والده بعصا.

قاتلة زوجها للحصول على معاشه أمام الجنايات.

والد قتيل البساتين: المتهم سحل ابنى فى الشارع.

مقتل تاجر على يد سيدة بعد تهديدها بنشر صورها الفاضحة.

 السابق "بعض" عناوين الجرائم المنشورة فى صحف الخميس "أول أمس" وتحتاج إلى تحليل:

أولاً: العنف الشديد فى تنفيذ الجريمة، مما يؤكد خلل اجتماعى وسلوكى ونفسى رهيب اقتحم المجتمع، وترك بصماته فى أدوات استخدام الجريمة، فالمفترض أن تنتهى جريمة القتل - مثلاً -  بإزهاق روح الضحية، ولا مبرر أبداً للتنكيل بجثة والتمثيل بها.

ثانياً: اختفاء الشهامة والمروءة والجدعنة التى كانت تميز أولاد البلد، خصوصاً فى جرائم الشرف، وفى بعض الأحيان يشترك جمهور عشوائى فى الاعتداء على فتاة ترتدى ملابس قصيرة، أو يرتكب التحرش أبناء الحتة أو الجيران، الذين كانوا يحمون بنات منطقتهم.

ثالثاً: ظهور جرائم لم تكن معروفة من قبل، باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصاً "فيس بوك" الذى خلق نوعا من العلاقات الافتراضية، تؤدى لجرائم كثيرة على أرض الواقع، وقد ينتهى التصفح السريع إلى جرائم أكثر سرعة، مثل الابتزاز ونشر الصور الفاضحة وكشف الأسرار والتنمر والتحرش.

رابعاً: التضخيم فى نشر الفضائح، دون تحليل لأسبابها أو الغوص فى أعماقها، وصولاً إلى الدروس المستفادة وتوعية المجتمع، وتحقيق الردع العام، حتى يخشى من تسول له نفسه ارتكاب الجريمة من سوء العقاب، فأصبح نشر الجرائم للتسلية فقط.

خامساً: التنبيه بأن مثل هذه الجرائم استثناءات لا تنال من ثوابت الأسر المصرية، التى تحرص على المثل والأخلاق والضمير والتربية، حتى يتصور من يقرأ أن مثل هذه الجرائم الشاذة أصبحت هى القاعدة وليس الاستثناء.

البقعة السوداء تلوث الثوب الأبيض، مما يحتم تفعيل الضوابط الأخلاقية والاجتماعية، وتسليط الضوء على الجرائم الشاذة، ليس بهدف فضحها ولكن للوصول إلى أعماقها ومضمونها وتحليل أسبابها لرفع الوعى وتحذير الناس من الوقوع فى براثنها.

 المركز القومى للبحوث الاجتماعية كان مهتماً، وكنا فى بداية حياتنا الصحفية نتخذه مقراً، وكان المرحوم الدكتور أحمد خليفة رئيس المركز قائداً لكتائب استطلاع المجتمع المصري، ويبادر بنشر وتحديد روشتات العلاج، وكان الإعلام يلتقط ما يخرج عنه ويبادر بنشره.

 لا أعلم لماذا تراجع المركز وأين اختفى أساتذته، وهل هم فى "بيات إحباطي"، أم أن وسائل الإعلام تدير ظهرها لهم؟.. المسألة تحتاج البحث والدراسة وكشف الأسباب.

 وكان أساتذة علم النفس والاجتماع فى الجامعات المصرية نجوماً، مثل الفنانين ولاعبى الكرة، ويلهث خلفهم الصحفيون والإعلاميون للاستفادة بآرائهم وتحليلاتهم، فاختفوا جميعاً إلا البعض الذى يمزج كل شيء بالسياسة، ففقدوا بوصلة التحليل العلمى السليم، ودخلوا أنفاق الإحباط.

 لا أفهم - مثلاً - كيف يعتدى عدد من الشباب على فتاة فى فندق كبير ثم يهربون إلى الخارج، وظروف الجريمة وشواهدها تثير ألف علامة استفهام؟.. فلا هؤلاء الشبان فى حاجة لاغتصاب فتاة بالقوة، ولا الفندق مكان سرى ترتكب فيه الجرائم فى الخفاء.

 ليس مطلوباً الانزعاج بل الانتباه، فأعظم الحرائق تأتى من مستصغر الشرر، وما يحدث ليس مستصغراً ولكنه شيء مروع.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة