الكاتب الصحفي جمال حسين رئيس تحرير الأخبار المسائي
الكاتب الصحفي جمال حسين رئيس تحرير الأخبار المسائي


جمال حسين يكتب: الصيد الثمين.. ضربة معلم

جمال حسين

السبت، 29 أغسطس 2020 - 04:18 م

 

ضربة معلم.. تلك التى وجهتها وزارة الداخليَّة لتنظيم الإخوان الإرهابى؛ بالقبض على عقله المُخطط والمدبر، وأحد أكبر قياداته التاريخيَّة،الرجل الغامض محمود عزت؛ الذى يُعد الرجل الأخطر فى الجماعة.


اصطياد صقور الأمن الوطنى للإرهابى محمود عزت؛ القائم بأعمال مرشد الإخوان فى الخفاءِ، بعد القبض على محمد بديع، بعد رحلة هروبٍ استمرَّت 7 سنواتٍ، يُعد ضربةً قويةً وموجعةً للجماعة الإرهابيَّة فى توقيتٍ بالغ الاهميَّة.. عزت تم ضبطه أثناء اختبائه بإحدى الشقق بالتجمع الخامس، رغم أن الجماعة والتنظيم الدولى للجماعة روَّجا أنه هرب إلى قطر وتركيا عبر السودان، وهرب إلى لبنان عبر غزة واليمن، ثم زعما فى العام الماضى وفاته داخل تركيا؛ للتمويه على أجهزة الأمن، لكن العيون الساهرة لم يخل عليها ذلك، وتأكد قطاع الأمن الوطنى من عدم هروبه للخارج عقب ثورة 30 يونيو عام 2013 -كما أشاعوا -، حيث لم يرصد الأمن الوطنى سفره من جميع المنافذ والموانئ، كما لم يظهر فى أى احتفاليةٍ أو تجمُّعٍ للجماعة سواء فى قطر أو تركيا، كما كانت عادته من قبل، وهو ما دعم تحريات أجهزة الأمن عن اختبائه داخل البلاد.. ظلَّت أجهزة الأمن تتبع أى تحركاتٍ له، حتى تلقَّت معلومةً بتواجده فى التجمع الخامس، وأنه كان يتواصل مع الدكتور محمد على بشر - وزير التنمية المحلية فى عهد  الإخوان، قبل سقوط الأخير فى قبضة الأمن منذ فترةٍ -، كما يتواصل مع قيادات الجماعة الهاربين فى قطر وتركيا، ويُدير مقر التنظيم الدولى للإخوان فى لندن عبر تطبيقاتٍ مُشفرةٍ.


ولمَنْ لا يعرف، فإن محمود عزت «صقر الإخوان الأخطر « يُعد حلقة الوصل بين أعضائها والتنظيم الدولى، وأيضًا بين الجماعةِ وأردوغان وتميم وحماس.. كما أنه أحد المدرجين على القائمة الثالثة للرباعى العربى لمكافحة الإرهاب.


صيدٌ ثمين


الآن أصبح محمود عزت رجل الجماعة الأخطر، صيدًا ثمينًا فى قبضة وزارة الداخليَّة؛ التى يقودها بكفاءةٍ واقتدارٍ أسد المواجهة اللواء محمود توفيق - وزير الداخليَّة -، الرجل الذى يعمل فى هدوءٍ، وتكسو وجهه دائمًا ابتسامة الواثق فى قدراته وفى كفاءة رجاله، فحققت الوزارة فى عهده نجاحات، ووجَّهت ضربات متتالية لفلول الإرهاب، جنبًا إلى جنبٍ مع رفقاء الدرب أبطال قواتنا المسلحة الباسلة.


 فى اعتقادى أن سقوط محمود عزت؛ الرجل الأخطر فى الجماعةِ، ومهندس علاقاتها الدوليَّة مع التنظيم الدولى وأردوغان وتميم، يُعد بمثابة ضربة مدوية نزلت على الجماعةِ والقوى الإقليميَّة والدوليَّة التى تدعمها كالصاعقةِ.. بالتأكيد سقوطه بمثابة زلزالٌ سيكون له الكثير من التوابع، وسيكشف الكثيرَ من الأسرارِ،  ورغم الصدمة التى تلقَّتها جماعةُ الإخوان، عقب القبض على عزت، فإن إعلامهم فى تركيا وقطر، حاول التقليل من وصف الإعلام المصرى لضبطه بالصيد الثمين، وقالوا إنه طاعنٌ فى السن.. بالتأكيد سوف يتوصَّل رجالُ الأمن الوطنى، بإشراف اللواء عادل جعفر - مساعد أول وزير الداخليَّة لقطاع الأمن الوطنى -، بعد استجوابه وفحص أجهزة الحاسوب والتليفونات المحمولة المُشفَّرة، التى عثروا عليها داخل شقته، لكل مَنْ تعاون معه وأخفاه وآواه وتستَّر عليه وتواصل معه، ومَنْ سرَّب شائعات هروبه ووفاته؛ لتضليل رجال الشرطةِ.. وبالتأكيد ستتوصَّل الأجهزة الأمنيَّة للجهات الدوليَّة، التى كان يتعامل معها فى الخارج ومعرفة أهم أدواته فى تنفيذ جرائم العنف والاغتيالات.


الرجلُ الغامض


الكتائب الإلكترونيَّة الإخوانيَّة أطلقت على محمود عزت عدة ألقابٍ؛ منها: «الرجل الغامض - الرجل الأخطر - المرشد المؤقت - الناب الأزرق - ثعلب الإخوان - صقر الإخوان - المرشد الحقيقى - العقل المدبر  للجماعة - ومستر إكس الجماعة».


انتظم عزت فى صفوف الإخوان منذ ستينيات القرن الماضى، ويُعد ورفيقه محمد بديع من أقطاب «الجناح القطبى»، نسبةً إلى سيد قطب؛ وهو الجناح الأكثر تشدُّدًا بالجماعةِ، الذى يُؤمن بنفس منهج تنظيم داعش؛ الذى يقوم على مبدأ تكفير الدولة ووجوب مواجهتها بالسلاح، وهو ما يُفسِّر جنوح الجماعة تحت قيادتهما إلى العنف والإرهاب، حيث إنه عضوٌ فى مكتب الإرشاد منذ 60 عامًا، وتولى قيادة الجناح العسكرى المُسلَّح بالتنظيم الإرهابى، ويُعد محمد مرسى ومحمد البلتاجى من تلاميذه، ويعتبر مهندس الاغتيالات، والمسئول عن معظم العمليات الإرهابيَّة التي شهدتها مصر  عقب ثورة 30 يونيو، خلال السبع سنوات الماضية، رغم أنه اختفى منذ ذلك التاريخ، وروَّجت جماعةُ الإخوان، والتنظيمُ الدولى، والكتائب الإلكترونيَّة التابعة لها، أنه هرب إلى السودان ومنها إلى لبنان ثم إلى اليمن، ثم استقرَّ به المقام فى تركيا.


محمود عزت يُواجه أحكامًا بالإعدام والمؤبد فى قضايا إرهابيَّة؛ من بينها حكمٌ بالإعدام فى قضية اقتحام السجون عن طريق الاتفاق والمساعدة مع المتهمين الفلسطينيين واللبنانيين على تهريب السجناء؛ بالتعاون مع عناصر من حماس وحزب الله اللبنانى، لإحداث حالة من الفوضى؛ لإٍسقاط الدولة المصريَّة، ويُواجه أيضًا حكمًا ثانيًا بالإعدام  فى قضية «التخابر مع حماس»، والعمل على قلب نظام الحكم فى الدولة، وتقويض دعائمها، والتخابر مع جهاتٍ أجنبيَّةٍ.. كما صدر ضده حكمٌ بالمؤبد من المحكمة العسكريَّة؛ فى قضية «خليَّة أبناء الشاطر»، وحكمٌ بالسجن المؤبد؛ أصدرته محكمة جنايات المنيا فى قضية الشراينة، بمركز سمالوط  بالمنيا.ولا زال متهماً فى ٩قضايا إرهابية. 


النيابة أدانت محمود عزت والشاطر وآخرين بالتخابر؛ بأن اتفق الأول مع أعضاء التنظيم الدولى للجماعة بتركيا، وقيادات التنظيم بفلسطين، على العمل لصالح المخابرات التركيَّة، ولصالح الجناح العسكرى لحركة حماس، وأمدوهم بالمعلومات والبيانات والصور والتقارير والوثائق الصادرة من الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وبعض أجهزة ومؤسسات الدولة السياديَّة.


الآن يُسأل 


من المُؤكد أن محمود عزت يُسأل الآن عن كل ما اقترفت يداه من جرائم اغتيالاتٍ وتفجيراتٍ فى حق مصر.. الآن يُواجه عزت مصيره المحتوم ويتم استجوابه حول تورطه فى العديد من الجرائم؛ منها الإشراف على الكتائب الإلكترونيَّة الإخوانيَّة؛ التى تتولى حرب الشائعات وإعداد الأخبار المفبركة والإسقاط على الدولة؛ بهدف إثارة البلبلة وتأليب الرأى العام.. في الساعات المقبلة سوف يُكشف المستور عن توليه إدارة حركة أموال التنظيم، وتوفير الدعم المالى له، وتمويل جميع أنشطته، سوف يكشف عزت عن اضطلاعه بالدور الرئيسى، من خلال عناصر التنظيم بالخارج، فى دعم وتمويل المنظمات الدوليَّة المشبوهة، واستغلالها فى الإساءةِ لمصر ومحاولة ممارسة الضغوط عليها فى العديد من الملفات الدوليَّة.
الآن يكشف عزت الكثيرَ من الأسرارِ عن دوره كمهندس جرائم الاغتيالات لكلٍّ من النائب العام الأسبق الشهيد هشام بركات، أثناء خروجه من منزله باستخدام سيارةٍ مُفخخةٍ عام 2015، وحادث اغتيال الشهيد العميد وائل طاحون أمام منزله بمنطقة عين شمس عام 2015، وحادث اغتيال الشهيد العميد أركان حرب عادل رجائى أمام منزله بمدينة العبور في عام 2016، وحادث تفجير سيارةٍ مُفخخةٍ أمام معهد الأورام فى أغسطس عام 2019، والتى أسفرت عن مصرع 20 مواطنًا، وإصابة 47 آخرين، واضطلاعه بالإشراف على جميع أوجه النشاط الإخوانى الإرهابى؛ ومنها الكتائبُ الإلكترونيَّة الإخوانيَّة، التى تتولى حرب الشائعات، وإعداد الأخبار المفبركة ضد الدولة؛ لإسقاطها، واضطلاعه بالدور الرئيسى من خلال عناصر التنظيم بالخارج فى دعم وتمويل المنظمات الدوليَّة المشبوهة، واستغلالها فى الإساءةِ للبلاد.. الآن يستنطق رجال الأمن الوطنى الأوراق التنظيميَّة؛ التى عثروا عليها فى مخبئه والتي تكشف عن مخططات تنظيم الإخوان.


بالتأكيد سقوط محمود عزت أصاب جماعة الإخوان فى مقتلٍ، وأخرس ألسنتها وأذرعها الإعلاميَّة فى قطر وتركيا، حيث الجزيرة وأخواتها، وأصبح من الواجب بمكانٍ أن نقول لأبطال الأمن الوطنى، ولوزير الداخليَّة المحترم اللواء محمود توفيق «تسلم الايادى».

 

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة