من حق كل مصري ان يفخر ويعتز اليوم بمصريته وهو يجد بلاده تقف ندا ومدافعة عن كرامته وحقوقه في الخارج.
من حق كل مصري ان يفخر وهو يجد رئيس مصر ووزير خارجيتها وكل مؤسساتها الوطنية تعلي صوته وتذود عنه.
أقول ذلك ونحن نراقب هذا التحول والذي كان دافعا له قضية مصرع الشاب الايطالي ريجيني ثم مصرع الشاب المصري شريف في بريطانيا وكيف تعالت الصيحات مطالبة بكشف الجريمة ودوافعها وضبط المتورطين فيها.
لكن دعونا نتوقف امام حقيقة ان مواقفنا لم تكن نابعة من داخلنا لكونها جاءت كرد فعل لمواقف الغرب منا والحملات الاعلامية المغرضة التي قامت بها قوي خارجية في محاوله تشويه صورة مصر.
سلوكنا ومواقفنا كانت رد فعل واعتقد انه قد آن الأوان لكي تكون قاعدة ومظلة تحمي ليس حياة المصريين فقط ولكن حقوقهم واسلوب التعامل معهم في الخارج وسواء في دول عربية او غربية.
ولأننا شعب تحركه العواطف والمشاعر الجياشة فإنني اتمني ان تكون ردود افعالنا في الاطار والسياج الذي تشكله منظومة قيمنا واخلاقنا.
لقد تباري كل الوطنيين الشرفاء واعضاء البرلمان المصري في اعلاء المطالبة بالقصاص من قتلة الشاب المصري في بريطانيا وهو سلوك ايجابي ولكننا لا نريده كمجرد رد فعل لحادثة الايطالي ريجيني.
طالب البعض بذهاب وفود برلمانية لبريطانيا وطالبوا بإرسال فريق من الخبراء والمحققين المصريين والبعض طالب بعقد جلسة طارئة للبرلمان وكلها مطالب قد تكون مشروعة ولكن سادها الانفعال والذي اوقدت ناره وسائل الاعلام وكأننا نخوض حربا ضد الغرب واعتقد اننا تعاملنا مع الحادث بنفس الطريقة التي تعامل بها الاعلام الغربي مع حادث ريجيني.
أتمني ان يتم في هدوء اعادة دراسة الموقف بصورة شاملة واستخلاص الدروس والعبر التي تحقق في النهاية مطالبنا بحماية المصريين في الخارج.
آن الأوان لكي يفخر اي مصري في الخارج بمصريته واحساسه الصادق بأن خلفه دولة ومؤسسات تحمي حقوقه. شعور وطني اتمني ان يظل القاعدة وليس الاستثناء.