بددت تصرفات وسلوكيات بعض رجال الشرطة، في الأونة الأخيرة، كل ما تم بناؤه بعد ثورة 30 يونيه، من علاقات مع الشعب، أساسها التلاحم والمودة والاحترام، وطي صفحة القمع والاعتقال والاستبداد، التي كانت أحد أهم أسباب ثورة الشعب في 25 يناير.
سمعنا وقرأنا عن حوادث اعتداء بعض رجال الشرطة علي مواطنين عزل، ووصل الأمر إلي حد القتل رميا بالرصاص، لخلافات بسيطة، مدفوعين بغرور السلطة، وحمل السلاح الميري. وطالت اتهامات آخرين، لاعتدائهم علي بعض المحبوسين احتياطيا في أقسام الشرطة، وتوالت الأحداث لنكتشف عدم تغير النهج الشرطي في التعامل مع المظاهرات السلمية، خاصة ما جري منها في ميدان المساحة يوم تحرير سيناء، وما حدث قبلها في جمعة الأرض. ثم جاءت واقعة اقتحام مبني نقابة الصحفيين، لأول مرة في تاريخ مصر، واعتقال اثنين من الصحفيين، في الوقت الذي يحتفل فيه العالم أجمع باليوم العالمي لحرية الصحافة، ليردد الكثيرون بحزن : « رجعت ريما لعادتها القديمة « ! وتزداد قتامة الصورة الذهنية التي تتشكل في أذهان الملايين عن جهاز الشرطة، رغم ما يقدمه بعض رجاله من تضحيات لمحاربة الإرهاب الأسود، وما يسقط منهم، بين يوم وآخر من شهداء دفاعا عن مصر وشعبها.
أشعر شخصيا بالأسي، وخيبة الأمل، لما ألمسه من سلبيات في تصرفات بعض رجال الشرطة، وسياسات غير مبررة من قبل وزارة الداخلية، تترك آثارا بغيضة في نفوس الشعب، وتساهم في ترسيخ ما يتم الترويج له بالخارج، ضد مصر ما بعد ثورة 30 يونيه، من انتهاك لحقوق الإنسان، والتمادي في القمع والاستبداد والتضييق علي الحريات، خاصة حرية الصحافة.