الأحد، 30 أغسطس 2020 - 07:16 م

نرجو ان تسمح الظروف الصحية لجارة القمر «فيروز» بأن يبدأ الرئيس الفرنسى ماكرون زيارته للبنان اليوم باللقاء مع الوجه الأجمل والاصدق للبنان.
هذه الخطوة من جانب الرئيس الفرنسى لاتحمل فقط التقدير الشخصى لفيروز، وإنما هى رسالة بأنه قادم إلى اللبنانيين جميعا الذين لا يجمعهم شيء بقدر ما تجمعهم فيروز. رسالة يستكمل بها «ماكرون» ما حاول إيصاله للزعماء السياسيين فى لبنان فى زيارته الاولى وقبلها وبعدها، بأن عليهم ان يتنحوا جانبا فى هذه الظروف لكى يتركوا فرصة لإنقاذ لبنان من الأسوأ الذى ينتظر البلاد لو استمر قادة الميليشيات الحزبية يتعاملون ـ بعد انفجار الميناء ـ وكأن شيئا لم يحدث، ويتصورون أنه من الممكن ان يستمروا فى الصراع على الحصص فيما تبقى من الدولة التى يعرفون جيدا انه لم يعد يمكنها الصمود أمام ميراث الفساد والطائفية وصراع الميلشيات على أشلاء الوطن!!
فيروز هى النقيض لكل ذلك، هى الصوت الذى غنى لبنان بضعفه وقوته، بجماله الذى يتسامى على الجراح، وبمحبته التى تقهر دعاة الكراهية فى الزمن الصعب، فى الحرب الأهلية كانوا يمارسون القتل على الهوية، بينما ظلت فيروز تغنى للوطن الجريح «بحبك يالبنان» وتنتظر الفرح الذى سيأتى ليضمد جراح المساكين الذين يدفعون الثمن ويعيشون دوما على الاحلام المؤجلة التى يغتالها لصوص الأوطان وأعداء المحبة والانسانية.
بالتأكيد سيكون حزن فيروز أكبر من أى كلمات للمواساة ومع ذلك فإن لقاءها بماكرون يعنى الكثير.. يقول ان العالم حين يتضامن مع لبنان فإنه لايتضامن مع الوجه القبيح الذى تجسده سياسات، أو صلت البلاد الى حافة الهاوية، وإنما يتضامن مع لبنان الأجمل.. القادر على نشر المحبة وتقديم نموذج التعايش بين كل مكوناته لبنان الصغير بحجمه والكبير بدوره الثقافى الممتد عبر التاريخ لبنان المعتز بعروبته والمنفتح على العالم كله.
سلاما لبنان، وسلاما صوت المحبة وجارة القمر.