جـلال عـارف
جـلال عـارف


فى الصميم

المنتصر هو.. السودان الجديد

جلال عارف

الإثنين، 31 أغسطس 2020 - 07:13 م

خطوة هامة شهدتها عاصمة جنوب السودان، بتوقيع الاتفاق بين الحكومة الانتقالية السودانية وبين عدد من الحركات المسلحة لإنهاء سبعة عشر عاماً من الحرب الأهلية فى «دارفور» واستعادة السلام بين أبناء الوطن الواحد.
كان الاقتتال الأهلى أحد أهم ما ورثه السودان الشقيق عن ثلاثين عاماً من حكم البشير الإخوانى وممارساته التى مزقت السودان وهددت وحدة أراضيه  وفتحت الباب للتدخل الأجنبى واستنزفت قوى السودان وعطلت تقدمه.
وعندما ثار شعب السودان الشقيق لإسقاط حكم البشير كان الوعى كاملاً بأن الأولوية المطلقة لابد أن تكون لإنهاء الحروب الأهلية المدمرة وإستعادة الوئام بين كل مكونات شعب السودان من أجل بناء السودان  الجديد بالشراكة الكاملة بين أبناء الوطن، وبالحقوق المتساوية لكل المناطق، وبتضميد جراح سنوات الحرب المريرة وإقامة النظام الجديد الذى يبنيه الجميع معا ويتشاركون فى تحمل عبء التنمية واقتسام عوائدها.
 توقيع الاتفاق بالأمس خطوة أساسية على طريق مازال على الفرقاء أن يبذلوا الجهد من أجل الوصول الى نهايته المطلوبة لإطلاق كل طاقات الإصلاح والتقدم من أجل السودان الجديد.. مازالت هناك حركات مسلحة يأمل الجميع فى انضمامها بسرعة الى الاتفاق. ومازال على الأطراف كلها أن تتحمل مسئولية تطبيق بنود الاتفاق وبناء الثقة المتبادلة وإجهاض أى محاولات من الأعداء والمتربصين وفلول النظام السابق لتعطيل الاتفاق واستعادة أجواء الاقتتال.
الاتفاق ينهى كل حجج المماطلة فى رفع اسم السودان من قوائم الإرهاب ويعزز من موقف الحكم الانتقالى فى تجاوز الأوضاع الصعبة التى ورثها من ثلاثين عاماً من حكم البشير الاخوانى بكل فساده، ويفتح الباب لتوجيه كل الجهد لبناء السودان الجديد وتكثيف جهود التنمية التى يحتاجها السودان بشدة، والتى يملك كل مقوماتها حين ينتهى الاقتتال الداخلي. وتنال العدالة من القتلة والفاسدين ومجرمى الحرب.
 كل التهنئة للأشقاء فى السودان الحبيب وكل الثقة فى أن يغلق اتفاق الأمس فى «جوبا» هذه الصفحة الحزينة فى تاريخ السودان للأبد، لينطلق الجميع فى بناء السودان الجديد الذى انتظروه طويلاً.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة