محمد البهنساوى
محمد البهنساوى


حروف ثائرة

الإسكندرية والسوشيال.. أبيض وأسود

محمد البهنساوي

الإثنين، 31 أغسطس 2020 - 07:18 م

 

«خراب ومصائب».. هكذا يشعر الكثيرون بمجرد ذكر كلمة «سوشيال ميديا».. فقد ارتبطت وسائل التواصل الاجتماعى لديهم بكل ما هو سلبى ومظلم ومضلل بفتح اللام وكسرها.. وبالطبع لديهم العذر فى هذا الشعور.. لكن مثل أشياء كثيرة ليس السواد فقط الذى يظلل تلك المواقع.. فكثيرا ما يتبدل الأسود بالأبيض الناصع.
وحتى لا يتوه المعنى.. أتوقف فى يوم واحد ومكان واحد لكشف جانب مضىء للسوشيال ميديا.. إنها الإسكندرية عروس البحر الأبيض.. وتحديدا السبت الماضى الذى شهد حدثين زلزلا السوشيال ميديا وكلاهما يرتبط بعروس البحر.. الأول افتتاح الرئيس السيسى عددا من المشروعات القومية المهمة للغاية بالإسكندرية.. وحديث الرئيس الصريح من القلب خلال الافتتاح عن بعض السلبيات خاصة التعديات على الأراضى الزراعية.. كل هذا زين صفحات السوشيال ميديا لأهمية المشروعات المفتتحة أولا.. وثانيا لصدق الرئيس وصراحته وبساطته عند الحديث مع أبناء بلده.
وكالعادة أرًقت تلك المشروعات وفرحة الشعب بها مضاجع الإعلام الأسود المتربص بمصر والمصريين فى أنقرة والدوحة.. فراحوا يمحصون كلمات الرئيس بحثا عن ثغرات يغتالون بها فرحة الإسكندرانية والمصريين جميعا بالافتتاحات..لكن كان المصريون لهم بالمرصاد ودشنوا هاشتاج «شعب مصر معاك يا ريس» لتغزو تويتر وتتصدره.. ليرد المصريون كيد المتربصين فى نحورهم ويهزموا غيهم وبنفس السلاح.
الموقف الثانى والذى كان حديث المصريين جميعا اليومين الماضيين.. إنه إبراهيم الشاب النابغة بائع الفريسكا الذى حصل على 99.6% بالثانوية العامة ويحلم بالالتحاق بكلية الطب «علشان أفرًح أبويا» هكذا قال.. ليصبح إبراهيم بين عشية وضحاها ابن كل المصريين ومصدر فخرهم جميعا ونقطة إلهام للكثيرين الغنى قبل الفقير.. من يتمنى أن يصبح ابنه مثل إبراهيم «بطل وشجاع ونابغة وبميت راجل» ومن ينادى بأن تتبنى الدولة والقادرون هذا النابغة.. ومن يلعن الظروف التى دفعته لبيع الفريسكا ومن يمدح تلك الظروف التى صنعت منه راجل.. المهم أن قصة إبراهيم التقطها رجل بموبايله وهو جالس يلهو على الشط لتصبح وبفضل السوشيال ميديا حديث المصريين والعرب.. ليس هذا فحسب بل تحركت الدولة والكثير من رجال الأعمال والشركات لمنح إبراهيم منحة مجانية من الدولة ومنح أخرى من الكثيرين.. ولنتساءل.. ماذا لو لم يكلف الرجل المصطاف نفسه عناء تصوير إبراهيم.. وماذا لو لم نسمع جميعا قصته عبر السوشيال ميديا؟.. والسؤال الأهم: كم مليون إبراهيم لدينا بمصر لم يسعدهم الحظ بالوصول إلى السوشيال ميديا؟. وهذا هو السؤال الآن.. فإذا كنا سلمنا بفضل وأهمية السوشيال ميديا وخبرنا جوانبها الإيجابية.. فلنا أن نبحث الآن كيف ننقذ ملايين النابهين من أبنائنا الغائبين بدروب الحياة عن صفحات السوشيال ميديا.. كيف نصل إليهم ونزيل الغبار عن عبقريتهم ونبوغهم؟
وتبقى كلمة.. فكل يوم يثبت أن التعليم الحكومى ومدارسه مازالت المعين الذى لا ينضب للنبوغ والعبقرية.. ومن سارعوا لمساعدة إبراهيم وغيرهم.. لووجدوا من يوحد جهودهم ويوجهها لتطوير تلك المدارس وخلق آلية لكشف النابغين بها سيكشف هذا الجهد كنوزا مدفونة بمدارسنا الحكومية التى ستظل المصدر الأول للنابهين والرجال الشرفاء.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة