الإثنين، 31 أغسطس 2020 - 11:10 م

المشاركة الإيجابية غيرت حياة الكثيرين.. علم الاجتماع: «تعطى أملاً للشباب»

مواقع التواصل الاجتماعى دائما فى قفص الاتهام فى الكثير من الأزمات والمشاكل خلال فترات مضت، ولكنها فى أحيان أخرى تخرج علينا بأجمل ما فيها وتنشر طاقة إيجابية للمصريين بمختلف فئاتهم وتوجهاتهم؛ هذه القدرة الإيجابية لوسائل التواصل الاجتماعى باتت فى فترات كثيرة حلقة وصل بين المواطن والدولة، وتبرز لنا هذه المنصات من حين إلى آخر نماذج ملهمة مكافحة تضيء لنا الطريق وتؤكد لكثير من المصريين وخاصة الشباب بأن هناك أملا فى المستقبل؛ ولكن بشرط الإيجابية ومشاركة الموضوعات التى تعطى قيمة للمجتمع.

طالب الفريسكا

أولى هذه القصص بدأ بفيديو انتشر على صفحات «السوشيال ميديا» كان بهدف نشر الطاقة الإيجابية إلى الشباب؛ اللقطة تظهر شابا فى مقتبل العمر يعمل بائع فريسكا بأحد شواطئ الساحل الشمالى، يسأله أحد رواد الشاطئ ويلتقط معه حوارا تداوله رواد موقع تويتر، «فيديو» لبائع الفريسكا الحاصل على مجموع 99,6 % فى الثانوية العامة حيث من المقرر أن يلتحق بكلية الطب البشرى العام الحالى، وقال بائع الفريسكا: «اسمى إبراهيم عبد الناصر، وحصلت على هذا المجموع وانا خريج مدرسة 25 يناير بمحافظة الإسكندرية وأعمل بائع فريسكا لمساعدة والدى وكل همى أسعده». 

أشاد المغردون بذلك الشاب ورغبته فى تحقيق هدفه وحرصه على ارضاء والده، وبعد ساعات جاء الفرج، فحصل إبراهيم على منحة دراسية مقدمة من الدولة، أيضا هناك إحدى شركات المحمول تبرعت بـ 100 ألف جنيه سنويا للطالب إبراهيم لتغطية أى تكاليف دورات تدريبية أو أدوات ومستلزمات لدراسته، بالإضافة إلى تكفل أحد البنوك بعمل شهادة استثمار له بمبلغ قيم وعمل حفلة خاصة على شرفه لتكريمه.

وإذا ما رجعنا للوراء قليلا فسنتذكر قصة الطالبة هبة مهندسة معهد الطيران والتى تعشق الموسيقى وتعمل بائعة تين شوكى؛ ووقتها تفاعلت مواقع التواصل الاجتماعى مع قصتها وقابلتها د.إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة ووعدتها بتحقيق حلمها؛ هذه النماذج المضيئة لابد أن نستلهم منها خبرتهم وتجاربهم فى الحياة والبعد عن الموضوعات التافهة وقضايا التنمر وإيذاء الغير.

هذه القصص الملهمة انتشرت كالنار فى الهشيم على مختلف منصات التواصل الاجتماعى؛ وتفاعل معها العديد من السوشيالجية، وعلق أحد النشطاء: «هى دى النماذج المحترمة، وكفايانا تنمر ومتحرشين»، وكتب آخر: «الشاب لقى الطبطبة اللى بجد لما الدولة بتلاقى حد محتاج المساعدة بتقف معاه، وكمان قصته عجبتنى عشان بتدى مثل عظيم للشباب إن أى حد بيجتهد ربنا مبيضيعيش مجهوده»، وعلقت إحدى المتابعات لقصة بائع الفريسكا، قائلة: «شاركوا الموضوعات اللى بتنور الحياة دى يا جماعة بلاش حتى تاخدوا ثواب بدل فيديوهات الرقص والتريقة».

سلاح ذو حدين

وفى هذا الصدد تقول د.نادية رجب أستاذ الاجتماع بجامعة الأزهر إن مزايا وعيوب مواقع التواصل الاجتماعى تعتمد بشكل أساسى على طريقة الاستخدام التى تتوقف على مستوى الوعى والإدراك لدى المستخدمين؛ وأضافت بأن السوشيال ميديا سلاح ذو حدين يتوجب التعامل معه بالشكل الصحيح؛ للحصول على أعلى استفادة ممكنة منه مع تجنب أضراره، مؤكدة أن النماذج الملهمة وقصص المكافحين المنتشرة على هذه المنصات تعطى أملا للكثير من الشباب؛ وأشارت بأن المجتمع يحتاج إلى مثل هذه النماذج المُشرفة والتى تستحق أن تتصدر صفحات مواقع التواصل الاجتماعى بدلا من التنمر وقضايا التحرش وإيذاء الغير.