التنوع سمة الحياة بدءا من الكائنات الحية حتى الطبيعة الصامتة، وحماسة أى إدارة لوجهة نظر واحدة يبطل درس التنوع الخلاق كما أراده الله، وفشل الإخوان فى إدارة البلاد راجع لمعادة التنوع والسقوط فى بئر الرأى الاستقطاب، فأرادوا اصطباغ كل شيء بنظرتهم وفكرهم وتناسوا قول الحق((وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ))..وحين يغيب التنوع يبدأ الاستقطاب، وهذا درس لم نستفد منه بعد..!
وتذكرنى إدارة الرئيس بوش بإدارة الإخوان حيث تم اختيار مساعديه على نهج فكره العقائدى الغيبى، مما خلق نوعا الاستقطاب وبالتالى التطرف والتعصب لدى إدارته، وعبر عن ذلك أحد المحللين قائلا: ((لقد كانت طريقة بوش فى إدارة المشكلات فى العراق تؤكد على أن هذه الإدارة غير مؤهلة للقيام بهذا العمل، لقد كان بوش معزولا عن واقع الأحداث على الأرض مما أوقعه فى فخ التيقن من اعتقاده الخاص. مما كلف أمريكا الكثير من سمعتها ومصداقيتها..)).
وبسبب إدارة بوش التراجيدية التى تحولت إلى فريق من عدم الخصوم غاب عنها التنوع إلى درجة مخيفة، وبدا ذلك فى غزوه العراق وفى سياسات الضرائب والتنظيمات والاتفاق، فقد عمل الاستقطاب الجمعى لإدارته على نحو قوى ، ولم يبذل قادة إدارته أى جهود للتغلب على ذلك، فقد أدت ضغوط الشهرة وخاصة الضغوط من النوع المزمن إلى تأكيد التطرف والثقة والاتساق فى الآراء.
على عكس إدارة الرئيس لنكولن مثلا فكانت إدارته تعتمد على فريق صحى من الخصوم ، فريق اختار فيه لنكولن عن وعى أفرادا غير مستقطبين لفكر واحد، أى متعددى الرؤى ، يمكن ان يتحدوا ميوله وأن يضخ كل واحد منهم وجهة نظره فى مقابل وجهة النظر الأخرى مما أنتج أكثر الأحكام صوابا فى النهاية، فنجحت إدارة لنكولن غير المستقطبة ويرجع كثير من المحللين فشل بوش ومرمغة سمعة أمريكا بسبب استقطاب إدارة الرئيس.