من بئر السلم إلى كلية الطب:   قصة نجاح هبة تبحث عن إنقاذ
من بئر السلم إلى كلية الطب:  قصة نجاح هبة تبحث عن إنقاذ


من بئر السلم إلى كلية الطب.. قصة نجاح «هبة» تبحث عن طوق نجاة

أمنية حسني كُريم

الأربعاء، 02 سبتمبر 2020 - 05:09 م

"مبروك.. بنتك دخلت طب.. وبقت أبو الدكتورة هبة"..هنا لحظة تُوجت فيها  قصة كفاح جميلة بدأت منذ زمن طويل يمتد لأكثر من عشرين عامًا مضت عندما شد "عم حامد" الرحال من بيته في أبو المطامير بالبحيرة إلى الإسكندرية أملًا في أن يوفر فرصة حياة أفضل لأبنائه.. وعلى رأسها الالتحاق بالتعليم ليتلقوا ماحُرم هو منه وزجته".

تنقل في عمله كحارس عقار بين عدة فلل وعمارات، وكبر معه حلمه في أن يرى أولاده في الجامعة لم يخذله الله ومن داخل حجرته الصغيرة جدًا أسفل بئر السلم وبراتب محدود استطاع أن يربي أولاده جيدًا، وتنجح ابنته هبة في الحصول على مجموع يتجاوز 99%وتلتحق أخيرًا بكلية الطب.

زارت "بوابة أحبار اليوم"، الأسرة المكافحة لتروي قصة نجاحهاـ غرفة واحدة تعيش فيها الأسرة وشهدت قصة النجاح، يلاصقها غرفة أخرى تحت بئر السلم اشد ضيقًا، ما أن تطأ فيها قدمك حتى تجدها قد انتهت، يدخل فيها المرء بحذر خوفًا من أن ترتطم رأسه، هنا كانت صومعة العلم الخاصة بـ"هبة" للتمكن من التركيز في دراستها.

تشير إليها هبة قائلة: "اعتدت أن أذاكر هنا بعد الفجر وحتى الليل ولايفصلني سوى  موعد الدروس، تقول بثقة: "أملي هو الالتحاق بقسم الجراحة لأصبح جراحة ماهرة أعالج المرضى وأمنحهم أمل جديد".

وبين مشاعر الفرحة والقلق والخوف والفخر روى عم حامد ودموع الفرحة تنهمر تسابق الكلمات قصته: "لا أصدق حتى الآن ان ابنتي هبة أصبحت دكتورة، الفرحة تتملكني وفي نفس الوقت أشعر بالقلق من المستقبل فكيف سأوفي احتياجتها المادية خلال فترة الدراسة فراتبي الشهري هو ألف جنيه فقط ".

يخفض صوته ويقول: "لاأريد تكرار تجربة ابنتي الكبرى التي اضطرت لترك كلية الفنون الجميلة بسبب غلاء الأدوات المطلوبة  فتزوجت  ومكثت في البيت".

يتابع: "أتمنى توفير منحة دراسية لهبة لتوفير متطلبات الدراسة كما أحلم أن يتوفر سكن أفضل لأطفالي يتمكنون فيه من المذاكرة بشكل لائق".

يتذكر عم حامد رحلته الطويلة قائلا: "صممت أن يكمل أطفالي التعليم  وأريد أن أعوض فيهم ماحرمت منه في صغري فأنا ووالدتها لانعرف القراءة والكتابة وتعاملنا بالأختام وهذا لاينفع الآن".

يواصل: "مايطمئنني قليلًا أننا الآن في زمن كل واحد بمجهوده لايفرق في التعليم ابن غفير من ابن وزير لذا على كل واحد أن يجتهد ليصل إلى مايريد.. وأملي في الله أن يحقق مراد ابنتي هي وأخواتها".

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة