علاء عبدالوهاب
علاء عبدالوهاب


انتباه

«فنجان قهوة».. مع من ؟

علاء عبدالوهاب

الأربعاء، 02 سبتمبر 2020 - 06:38 م

مثلما طرحت السؤال على نفسي، أعيده على قارئى، ربما نجح فيما لم أظفر به من اجابة!
الرئيس الفرنسى ماكرون برغبة شخصية أدرج على برنامج زيارته للبنان، لقاء مع فيروز فى بيتها، ليرتشفا معا فنجانا من القهوة، وانتقل من المطار صوب جارة الوادى مباشرة، فى مبادرة غير مسبوقة، تترجم القيمة الرمزية والمعنوية للفنانة الكبيرة، ربما قبل وزنها الفنى عبر تاريخ طويل.
سألت نفسي: لو كان ماكرون ضيفا على مصر، مع مَن مِن فنانينا كان يلتقى على فنجان من القهوة؟
بعد غروب العصر الذهبى للغناء، ورحيل القمم، لا أظن ضيفا كبيرا بحجم رئيس فرنسا، سوف يفكر فى إدراج هذا الطلب، على برنامج زيارته لمصر.
لا يمكن انكار وجود أكثر من مطرب متميز على الساحة، وثمة مجتهدون  فى حقل الغناء، لكن أحدا لم يثبت قدميه ويرتق قمة اعتلتها أم كلثوم، أو مكانة تبؤها حليم مثلا.
مَن يدعى العالمية سعى لشراء جائزة يحصل عليها مَن يدفع ثمنها، والأمر للأسف تكرر على سبيل منافسة بلا قيمة أو معنى حقيقي، ليظل موقع سفير الغناء المصرى شاغرا لحين إشعار آخر.
مَن يحاولون تصدر المشهد الغنائي- غالبا- مجرد باحثين عن «التريند»، عبر ترويج حكايات حول ماذا يرتدى أو يقتنى أو تتزوج أو تمتلك؟ بينما يغيب الابداع، والكلمة العذبة، واللحن المتميز، وتكثر الخصومات، التى تستبح كل المحظورات، إلا قليلا.
قلة صمدت فى مواجهة رياح عاتية اقتلعت فى طريقها مَن صدح بالحب والخير وكل المعانى الراقية التى تخاطب مَن يقدرون فنا يصنع الأحلام، ويشكل الوجدان، من خلال أصوات تحتضن الملايين، لا هؤلاء الذين يومضون وسرعان ما ينطفئون.
لقاء فيروز/ ماكرون لحظة يجب أن تكون كاشفة للحال المؤسفة التى يعانى منها الغناء فى مصر، وعلى كل مَن يعنيه تعافى قوة مصر الناعمة، وانطلاقها، وتسيدها، أن يضع صوب عينيه البحث عن اجابة للسؤال الذى عنونت به هذه الكلمات، بعيدا عن الاجابات المعلبة، والتبريرات المتهافتة.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة