نوال مصطفى
نوال مصطفى


حبر على ورق

الرئيس وهيبة الدولة

نوال مصطفى

الأربعاء، 02 سبتمبر 2020 - 06:41 م

أثناء افتتاحه لعدد من المشروعات الجديدة فى الإسكندرية تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسى عن قضية التعدى على أراضى الدولة: «مخالفات البناء سواء كانت بدون ترخيص أو على أرض زراعية أمر فى غاية الخطورة، وأنا قلت منذ 5 سنوات إن الاستمرار فى هذا الموضوع سيدمر البلاد، مش فاهم ناويين تعملوا إيه فى بلدكم لن أسمح أبدا أن نهدم بلدنا ونضيعها هباء لن أسمح بذلك».
أكد الرئيس على خطورة هذا الملف وما يشكله من خطر لا يقل أهمية عن قضية سد النهضة. وقال إن وقف مخالفات البناء والتعدى على الأراضى الزراعية هو تكليف وتحدٍ واختبار للحكومة «ده أمر بقوله على الهواء لمن لا يستطيع أن يتصدى لمشاكل بلده مش عيب يسيب مكانه».
المشكلة أن ألاعيب المخالفين لا تنتهى، وتحايلهم على القانون لعبة احترفوها واتقنوها، بعدما أعطوا لضمائرهم إجازة مفتوحة. الغريب أن بعضهم يلجأ إلى بناء مساجد أو زوايا للصلاة فى جزء من الأراضى التى سرقوها من الدولة وقاموا بتبويرها!! يظنون أنه كارت إرهاب تحت عباءة الدين يشهرونه فى وجه من يقترب منهم! وهنا جاء رد الرئيس قاطعا، حاسما على هؤلاء «أيوه حنهد المساجد دى عشان نبنيها صح على أراضى مش مسروقة من الدولة».
حديث الرئيس يستحق منا جميعا كل التحية والتقدير، بل المساندة ودعم تلك الخطوات الجادة للحفاظ على مقدرات الوطن. سنوات طوال مضت على تغول تلك الفئة من المغتصبين لأملاك الدولة، ولا أحد يستطيع التصدى لهم ولا الحد من هذا الغول الذى يلتهم كل جهود التنمية ومحاولات الوصول بمصر إلى مسار التقدم والنهوض.
يقول الرئيس كل ما وصلنا إليه من مصالحات وتسويات حتى الآن لا يتجاوز 10% من الأراضى المخالفة. وفى أثناء تلك الفترة حدثت مخالفات جديدة تتجاوز هذه النسبة! يعنى إحنا كده بندور فى دائرة مفرغة!.
تحدث الرئيس عن هذا الملف ووصفه بأنه لا يقل أهمية عن قضية سد النهضة. فهو يقف حجر عثرة أمام بناء أركان الدولة العصرية، دولة القانون التى لا تسمح بوجود مخالفات من أى نوع. هناك 900 ألف تعدٍ على الرقعة الزراعية، و3 ملايين عقار مخالف.
يقول خبراء الاقتصاد إن أضرار مخالفات البناء لا تتوقف على تشويه المظهر الحضارى، بل تلقى بظلالها السلبية على النواحى الاقتصادية وخزينة الدولة. العشوائية بدأت فى الانتشار منذ 2007 وازدادت بشكل مبالغ فيه بعد عام 2011 مستغلة فساد المحليات وضياع هيبة الدولة فى ذلك الوقت.
مليارات الجنيهات تضيع على الدولة بسبب هذا التفحش فى جريمة الاستيلاء على أراضى الدولة، ومخالفات البناء على أراضٍ زراعية أو بدون ترخيص. بالإضافة إلى العشوائية التى تعكسها هذه الظاهرة. والتى أصبحت ثقافة بكل أسف، فقد خلفت ظهور الكثير من المناطق العشوائية، وسببت العديد من المشاكل المركبة مثل الزحام والتكدس وظهور جرائم غريبة على المجتمع المصرى.
لذلك أدعو الجميع إلى مساندة الرئيس فى حربه الشرسة من أجل استعادة هيبة الدولة واسترداد أراضيها. أما المحليات ومهمة تطهيرها من الفساد فهى حجر الزاوية الذى لابد من التركيز عليه وإنجازه بكل حزم.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة