كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

العودة للحياة

كرم جبر

الأربعاء، 02 سبتمبر 2020 - 07:10 م

كان وزراء الإسكان فى عهود سابقة لا يمنحون الأراضى والشقق إلا للأثرياء وأصحاب النفوذ، ووقف أحدهم يتباهى بأنه يبنى مشروعاً لإسكان الفقراء ومحدودى الدخل، مساحة الشقة 35 متراً يسكنها الزوج وزوجته وأولاده وأحياناً أمه وأخته المطلقة وأولادها توفيراً للتكلفة، دون مراعاة لأية اعتبارات إنسانية أو أخلاقية.
واستفحلت مشكلة العشوائيات حتى أصبحت ورماً سرطانياً، يحتاج جراحاً جريئاً يخلص الجسد من أوجاعه، وإيمان راسخ بحق «أهالينا» فى الحياة، وأن تعم خيرات عوائد التنمية على الجميع، ولا تكون حكراً على فئة امتلأت أرصدتهم حتى التخمة، فاتسعت الهوة وزاد الأغنياء غناً والفقراء فقراً، ولم تكتف الرأسمالية المتوحشة بمص دماء الدولة وثرواتها، بل استثمرت فقر الغلابة والمحتاجين، وحولتهم إلى أصفار فى حساباتهم الساخنة.
مشروعات إسكان الشباب، التى كان يتم الإعلان عنها منذ عشرات السنين ذهبت أراضيها لكبار رجال الأعمال، ليبنوا عليها مساكن للشباب، فحصلوا على الأرض والتسهيلات، وحولوها إلى مشروعات استثمارية، وباعوا الشقق الاستديو بأسعار فلكية، دون مرافق أو خدمات وحققوا ثروات هائلة، ثم ظهروا فى وسائل الإعلام يعلنون التبرع لصندوق تحيا مصر، وانتهت مظاهرة الحب الزائف دون أن يتبرعوا بشيء، أما العشوائيات فكانت بالنسبة لهم دجاجة تبيض ذهباً، وخططوا للاستيلاء على الأراضى الثمينة دون تعويض أصحابها إلا بملاليم.
وتحقق الأمل الكبير بفضل الرئيس والقوات المسلحة والهيئة الهندسية، أبناء الوطن الأوفياء الذين يسابقون الزمن لبناء دولة عصرية، تتسع لكل أبناء الشعب وتوفر لهم حياة كريمة، وتنهى مشكلة العشوائيات الخطرة بانتهاء هذا العام.
رغم ذلك فقوى الشر تتربص بأى إنجاز عظيم يحدث على أرض مصر، بهدف رفع حالة الإحباط واليأس والتشكيك.
فشلت مؤامراتهم عندما تأكد سكان العشوائيات أن الأحياء الجديدة هى قبلة الحياة، وأنه مضى عهد الزواج غير الشرعى بين السلطة والثروة، ورحل وزراء الشقق الـ 35 متراً دون رجعة، وبدأت شمس الظلم الاجتماعى فى الغروب.
شقق واسعة فى عمارات نظيفة وشوارع مرصوفة فيها أشجار، تحفظ الآدمية والكرامة الإنسانية، وتؤكد أن الدولة فى خدمة الشعب، ولا تفرط فى ممتلكات الشعب ولا تسمح لأحد بنهب ثرواته، دولة تواجه أصعب المشاكل بحلول جذرية، بعد أن امتنعت كل الحكومات فى العهود السابقة، عن الاقتراب من حقول ألغام اسمها العشوائيات، التى تهدد بالانفجار والفوضى فى أى وقت.
قيمة عظيمة أن يحس الحاكم بمعاناة شعبه، ويعقد العزم على تحقيق حياة كريمة تليق بآدمية البشر، لمواطنين مصريين كانوا يعيشون فى حفر من جهنم، ويكون عبد الفتاح السيسى أول رئيس مصرى، يقتحم المستحيل ويحقق إنجازاً حضارياً غير مسبوق، وينقذ «أهالينا»، الذين كانوا يعيشون فى حظائر قذرة، فيسكنون الآن شققاً تدخلها الشمس والهواء والمياه النظيفة، ويشعرون أن بلدهم لهم ولم يجحد بهم، ولم يتركهم يقاسون حياة الذل والهوان.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة