يوسف القعيد
يوسف القعيد


يحدث فى مصر الآن..

واحد ضد الجميع

يوسف القعيد

الخميس، 03 سبتمبر 2020 - 06:08 م

على الرغم من أن علماء الاستراتيجية قالوا لنا من قديم الزمان إن من يحارب فى جبهتين فى وقت واحد محكوم عليه بالهزيمة. تغيرت أمور كثيرة. لكن هذه المقولة اخترقت الأزمنة وأصبحت قاعدة مؤكدة بالنسبة لكل من يحاول الاعتداء على الآخرين.
لننظر للتجربة التى نعاصر ويلاتها الآن. يحارب فى شمال سوريا. ليته يعتدى فقط. لكنه يجند الشباب ويحولهم لمرتزقة. والمرتزقة اختراع بشرى قديم. يلجأ المعتدون إليه فى لحظات تراجع البعد الإنسانى فى حياتهم. ومن شمال سوريا لشمال العراق. ما يفعله هنا يكرره هناك. ربما بصورة أسوأ. ومن يريد أن يعتدى سيجد من الحجج التى يوهم نفسه ويحاول إيهام الآخرين بها.
يقول لك هنا أكراد. ولا يمكن تركهم كما هم. إن كانت فى شمال العراق أكراد. وهى قومية معترف بها تتمتع بحكم ذاتى. فهل فى سوريا أكراد؟ من الشمال إلى الجنوب يا قلبى لا تحزن. يتجه إلى ليبيا. يعبر البحر الأبيض المتوسط بمساحاته الشاسعة متجهاً للجنوب. مستغلاً التناقض بين مجموعتين الأولى تدافع عن مقدرات الوطن وثوابته. والثانية معتدية بالية هى التى سعت إليه وزارته وطلبت معونته. مع أنها لا تملك هذا الحق. فهذا حق الشعب الليبى المغلوب على أمره. والتى تُنهب ثرواته أمام عينيه. ولا يجب أن ننسى ما فى ليبيا من بترول. مهما جاءوا من هنا أو من هناك لا بد أن نقول لهم: فتش عن البترول.
التاريخ لن يرحم أحدا. والتاريخ خير منصف وعادل. وعندما يقر قراره لن يكون هناك أى طرف من الأطراف. وفى النهاية لا يمكن أن يصح إلا الصحيح. وتلك حكمة التاريخ القديم والحديث والمعاصر. ثم هاهو يتجه نحو اليونان. نفس المبررات. ما قيل بالأمس يقال اليوم وسيقال غداً. المهم أن تكون هناك حرب والسلام.
الجنوب لا يتوقف عند ليبيا. فى جنوب البحر الأحمر وصلت تخطيطاته إلى دول ما بعد باب المندب. قواعد بحرية وقواعد برية. وما أسهل أن يقوم بهذا. فالمرتزقة لا أول لهم ولا آخر. وهم فصيل من البشر يستحق التوقف أمامه طويلاً. المهم أن يجد من يدفع للمرتزقة مرتباتهم، وبالدولار. ونحن نعرف من أين تأتى الأموال. إنها من الدوحة. لا أستطيع أن أقول الشقيقة. ولكن أكتب التى كانت شقيقة.
كل هذه التحركات لا تنطلق من واقع تركى داخلى لا أستطيع أن أقول أنه اكتفى بالفرجة. وتعامل مع الأمر وكأنها ليست بلاده أو ثرواته أو اسمه وتراثه. تحمل لنا الأنباء كل صباح أخبار غضب شعبى ورفض جماهيرى لما يتم باسمه خارج حدوده فى مغامرات لا يمكن أن يكون لها أى عائد. لا على الوطن ولا على من يقوم بهذه المغامرات.
ولو أن لديه بعض الوقت ليقرأ ما قام به الغزاة على مدار التاريخ. وعندما جاءوا من آخر الدنيا ليحتلوا وينهبوا ثم كانت النهاية الطبيعية بدحر المعتدين. وأن ثروات أى بلد لشعبه. لكنها القدرة على تجاهل الحقائق. هل لديه وقت ليقرأ حكاية سليم شاه ابن عثمان؟.
أظن أنك عرفت أننى أقصد من يقولون عنه الرئيس التركى.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة