فاتن عبدالرازق
فاتن عبدالرازق


م القلب

سلوى.. الزمن الجميل

فاتن عبدالرازق

الخميس، 03 سبتمبر 2020 - 06:23 م

جمعتنا مهنة البحث عن المتاعب زملاء فى بلاط صاحبة الجلالة بمؤسسة أخبار اليوم لأكثر من ثلاثين عاما هى صحفية متخصصة فى شئون المرأة بجريدة أخبار اليوم وأنا صحفية متخصصة فى الشئون الاقتصادية بجريدة الأخبار كلما التقينا فى حدث تنظمه المؤسسة أو مناسبة اجتماعية لأحد الزملاء أشعر أننى أمام امرأة من الزمن الجميل فهى بشوشة حلوة القلب والقالب تتصرف وفقا للتقاليد والأصول التى تتمتع بها سيدات المجتمع الراقى ونجومه.
هاجمها المرض اللعين منذ عدة سنوات واتخذت قرارها بالبعد عن العمل والناس وفضلت الوحدة وألا يشاركها إنسان فى معاناتها واستمرت على هذا الوضع المأساوى لعدة سنوات حتى استطاع ان يقنعها رئيس تحرير أخبار اليوم الإنسان الخلوق عمرو الخياط بأن تعود للكتابة فى الجريدة وعادت بكتابة مقالات اختارت لها عنوان «من زمن فات» تناولت فيها كل ما يخص الزمن الجميل الذى تركت له المساحة الأكبر من ذاكرتها.. وكم سأشتاق إلى مقالاتها التى كنت أحرص على قراءتها كل يوم سبت بجريدة أخبار اليوم تلك المقالات التى كانت تشع بحب الوطن وفيها تلقى الضوء على كل ما يؤكد انتماءها وحبها وعشقها لوطنها وكانت تختتم كل مقال بجملة «ولكن دائما وأبدا تحيا مصر» .. كما كانت مقالاتها ترسخ وتدعو للتقاليد والقيم النبيلة والأصالة ولكل ما يعبر عن روائح الزمن الجميل.
وكان آخر مقال لها هو ما نشر يوم السبت الماضى ٢٩ اغسطس وكانت هى قد ذهبت إلى رحمة المولى عز وجل مساء الجمعة ٢٨ أغسطس سبحان الله المقال كان عنوانه «العسل المر» روت فيه آخر أيام عاشتها تحت وطأة عذابها مع المرض وكأنها كانت تشعر باقتراب الأجل وتنعى نفسها وتضع آخر بصمة لها فى عالم الصحافة.
هناك بعض البشر يعيشون ويرحلون دون أن يأثروا فيمن حولهم ولكن البعض الآخر ومنهم الراحلة الكاتبة الصحفية سلوى عفيفى التى استطاعت أن تؤثر تماما فى اصدقائها وزملاء العمل وتمكنت من اجتذاب الجميع حولها بالحب والصداقة الحقيقية والود والكلمة الحلوة فهى صديقة وشقيقة لكل من تعامل معها حتى انهم يترحمون عليها ويدعون لها بالمغفرة وبالدرجات العلا من الجنة.. رحم الله الفقيدة الغالية وأحسن إليها وجعل مثواها الجنة فى مقعد صدق عند مليك مقتدر.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة