غادة زين العابدين
غادة زين العابدين


عاجل جدا

فنجان قهوة مع «فيروز»

غادة زين العابدين

الخميس، 03 سبتمبر 2020 - 06:26 م

هو أول موعد أدرجه قصر الإليزيه فى برنامج زيارة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون لبيروت خلال الأسبوع الماضى.
 ساعة وربع الساعة تابع خلالها العالم عناق السياسة بالفن حينما قرر الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون بذكاء شديد افتتاح زيارته للبنان، بفنجان قهوة داخل بيت رمز وطنى يجتمع عليه اللبنانيون، هو بيت جارة القمر «فيروز».
هذه الفنانة الكبيرة التى كتبت بصوتها تاريخ لبنان خلال سنوات ازدهاره وصراعاته وانكساراته، والتى غنت لمكة والقدس ومحمد وعيسى، ولبنان ومصر وسوريا والعراق.
 لم يتحدث ماكرون مع فيروز عن الفن فقط، بل تحدث معها عن لبنان الجميل الذى أحبه، والذى يشتاق إليه العالم.
وخلال زيارة ماكرون تحولت ساحة منزل الفنانة الكبيرة فيروز إلى قبلة للمعارضين الذين أرادوا وصول احتجاجهم للرئيس الفرنسى على تولى مصطفى أديب رئاسة الوزراء، ومن داخل منزل فيروز، حرص ماكرون أن يؤكد للمحتجين أنه مثلما قطع التزاما أمام (فيروز)، فإنه يقطع التزاما أمامهم بأن يبذل كل شيء حتى تطبق الإصلاحات، ويحصل لبنان على ما هو أفضل. والغريب أنهم حينما سألوا ماكرون عن أغنيته المفضلة لفيروز، أجاب بأنها أغنية «لبيروت»، ولا أعرف إن كان يفضلها لأنه يفهم معانى كلماتها، أم أنه يستمتع بالصوت واللحن فقط، أم أنه فى الحقيقة لم يسمعها من الأصل، لكنها مجرد إجابة دبلوماسية تستكمل حلقات ذكائه السياسى.
قد يكون ماكرون قد سعى لاستمالة قلوب الشعب اللبنانى بزيارته لمنزل فيروز، وتقديم هذه الزيارة على كبار المسئولين والزعماء اللبنانيين، أو ربما أراد الرجل تهدئة الأوضاع، بتأكيده على مكانة فيروز فى قلوب الفرنسيين، أو قد تكون الزيارة كما رأى البعض ليست سوى نوع من الدعاية، تأتى فى مجال محاولة فرنسا فرض الوصاية على بيروت.
وأيا كانت الأهداف، فالمؤكد هنا هو خطورة وتأثير القوى الناعمة على الرأى العام، وأن إدراك الرئيس الشاب الأربعينى ماكرون لخطورة هذا الدور، كان أحد أهم أسباب مبادرته بدخول بيروت من باب «فيروز».
وإذا كان رئيس فرنسا قد منح فيروز خلال زيارته لها أرفع وسام فى فرنسا وهو "جوقة الشرف" من رتبة فارس، فإن ماكرون نفسه - كما قال الفنان اللبنانى ملحم زين - هو الذى حصل على وسام الشرف من رتبة فيروز، وأن لقاءه بها سيتذكره الرأى العام أكثر من أى لقاء سياسى آخر. أتصور أن لقاء ماكرون بفيروز أعاد لفت أنظار زعماء العالم إلى فكرة الاهتمام بالقوى الناعمة والسعى لتوجيهها لخدمة الوطن.
وأتصور أيضا أن قيثارة السماء فيروز نجحت خلال اللقاء فى نقل رسالة حاسمة حالمة كلفها بها شعبها، رسالة تحمل لفرنسا والعالم كله حلم الشعب اللبنانى فى عودة لبنان الجميلة، لبنان الفن والثقافة والحب، و... فيروز والرحبانية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة