علاء عبد الهادى
علاء عبد الهادى


فضفضة

العفو عن المغتصب !!

علاء عبدالهادي

الخميس، 03 سبتمبر 2020 - 06:27 م

لا يختلف اثنان على أن ما حدث فى مصر من تراجع على كافة الأصعدة فى العقود الخمسة الأخيرة وتحديداً من مطلع تسعينيات القرن الماضى كان بسبب غياب دور الدولة، فزحفت العشوائية على كل ملامح حياة المصريين، وحل القبح مكان كل صور الجمال، وتراجعت قيم الشهامة والرجولة، لصالح أخلاقيات السمسرة، والإثراء من المال العام تحت شعار " الفهلوة "، وبسبب غياب هيبة الدولة المتوارثة عند المصريين، تعدت فئة من محترفى النصب والاحتيال على أملاك الدولة جهارا نهارا، وبنت وعلت البنيان، متسلحة ببعض الموظفين العموميين الذين كانوا كالذئب الذى تولى رعاية الغنم، ولما رأى المصريون أن الدولة هانت، وأصبح "حاميها حراميها"، تعدوا هم الآخرون على ما يمكن التعدى عليه، ووصل الأمر إلى التعدى على حرم الشوارع، وحرم الترع، ووصل إلى التعدى على البحيرات، تخيلوا البحيرات، جففناها، وبعناها بالمتر نهارا جهارا، وبنفس الفلسفة تعدى الفلاح المصرى على أرضه التى كان يعتبرها عرضه وشرفه، وبورها وحولها إلى هياكل خرسانية.
غابت الدولة وضعفت فطمع فينا من فى الداخل ومن فى الخارج، ولولا هذه الغيبة ما تجرأت إثيوبيا علينا وبنت السد قبل عقد من الزمن كانت فيه مصر على وشك الخروج بلا عودة لولا جيش وطنى كان واعيا وحمى المركب فى عز العاصفة ومر بها إلى بر الأمان.
كل منا طالب عودة حقيقية لدور الدولة، لوقف كل أشكال التعدى والفوضى فى كل شىء وأى شىء ؟
لماذا يغضب بعضنا الآن من عودة دور الدولة من بعد غياب طويل ؟
هل نسبغ الشرعية على من بنى وعلى البنيان على أرض مغتصبة ؟
هل ترضون باستمرار تبوير أهلنا فى الأرياف للأرض الزراعية تحت مبررات مختلفة ؟
هل ترضون بغض الطرف عن عصابات منظمة تعدت على أملاك الدولة، وباعتها بالشبر وأثرت بمال حرام ؟
 هل ترضون بالعفو عن مغتصب، تحت مسمى «اللى فات مات، وعفا الله عما سلف؟

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة