عيسى مرشد
عيسى مرشد


كلمة

كورونا والدور الحيوى للدولة

عيسى مرشد

الخميس، 03 سبتمبر 2020 - 06:29 م

تتبع الدول مسارات متعددة فى سبيل القيام بدورها ومهامها ومن بين هذه المسارات اكتفاء بعض الدول بالدور الأمنى أى تحقيق الأمن للشعب سواء كان داخليا أم خارجيا وهناك دول يتعاظم دورها فتتكفل بالغذاء والدواء والكساء لشعوبها مثلما كان سائدا فى النظم الشيوعية ومازال ساريا حتى الآن فى عدد من الدول مثل الصين وكوريا الشمالية وهناك دول اتخذت مسارات مختلطة فلا هى تكفلت بكل شىء ولا هى تركت كل شىء وهذه الأنظمة اثبتت جدارتها وقوتها فى جائحة كورونا فتشارك القطاع الحكومى مع القطاع الخاص والاهلى فى مجابهة هذا الوباء وسجلت العديد من الدول وعلى رأسها مصر نجاحات فى هذا المجال نظرا للدور الحيوى للدولة مع الدور الهام للقطاع الخاص والأهلى.
 ومن هنا فلابد من الحفاظ على دور الدولة فى عدد من المجالات خارج نطاق الأمن الداخلى والخارجى ويتصدر هذه المجالات الغذاء والدواء والسلاح ولا يمكن ان تترك الدولة مسئولية هذه المجالات كاملة للقطاع الخاص والأهلى ولكن لابد ان تكون مشاركة وفاعلة فى هذه المجالات.
وبنظرة سريعة على مايجرى حاليا فى مصر من تقليص دور قطاع الأعمال العام (القطاع العام سابقا. )ومحاولة تهميش دوره من خلال خصخصة وتصفية بعض الشركات الخاسرة فهذا مسار غير إيجابى رغم أهمية التخلص من الشركات الميؤوس. من إصلاحها والتى تجاوزت خسارتها رؤوس أموالها ولا سبيل الا بتصفيتها فانا ضد تطبيق هذا المسار على كل الشركات وعلى سبيل المثال فشركة مثل شركة الحديد والصلب المصرية لايمكن التضحية بها لاهميتها الحيوية فى توفير منتجات اساسية واستراتيجية تدخل فى العديد من الصناعات المدنية والحربية ايضا هناك عدد من شركات الادوية لابد من الحفاظ على تبعيتها للدولة فضلا عن عدد آخر من الشركات الغذائية والكيماوية والتى يمكن توجيه منتجاتها عند الضرورة.
 وإذا كانت القوات المسلحة تشارك ببعض انتاجها فإن النسبة التى تقوم بها لاتمثل سوى 2 % من الناتج المحلى الاجمالى وهذه النسبة لايمكن الاعتماد عليها فى الشدائد والازمات لذلك فانه من الاهمية قيام الحكومة بتشكيل لجنة على مستوى عال يشارك فيها خبراء ومتخصصون لدراسة أوضاع عدد من شركات قطاع الاعمال ذات الاهمية للدولة ووضع روشتة لاعادتها للعمل باكبر كفاءة ممكنة وبطريقة اقتصادية حتى لو تطلب الامر قيام الدولة بضخ استثمارات جديدة فى هذه الشركات لتطويرها وتحديثها أو انشاء شركات جديدة بديلة للشركات الحيوية. التي. تم تصفيتها.. وقبل ان اختتم أود التذكير بأن جائحة كورونا. اعطت دروسا عديدة ينبغى الاستفادة منها وإذا كانت مصر قد تمكنت بفضل من الله ثم بتوجيهات. قيادتها الحكيمة من مجابهة السلبيات التى ترتبت على هذا الوباء فلا ننسى ان التكلفة كانت باهظة وكان يمكن تقليلها لو كانت هناك شركات ناجحة تابعة للدولة.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة