فوضي يا دنيا فوضي.. فوضي لم يعد يوقفها ضابط أو رابط ففي عصر الحرية والديموقراطية كما يعتقدها البعض أصبح كل شيء متاحاً ومباحاً.
ويبدو ان الدولة تتعمد غض الطرف أو النظر عن كثير من التجاوزات التي وصلت إلي اقصي مداها فيما تتناوله وسائل الإعلام عن المؤسسة العسكرية. قد يكون للدولة بعض العذر في مرحلة تحاول خلالها لم الشمل وجمع المصريين علي كلمة سواء. لكن هذا العذر يكون مقبولا في مجالات معينة ولكن عندما يتعلق الأمر بالمؤسسة العسكرية ورجالاتها وقادتها فاننا نكون قد وقعنا في خطأ ومنزلق جسيم سوف ندفع ثمنه عاجلا أم أجلا .
لا يعيب الدولة ابداً ان تضع خطوطاً حمراء لما تتناوله وسائل الإعلام ويخص كل المؤسسات العسكرية والامنية. فبحكم عمل هذه المؤسسات تكون السرية عنصراً هاماً في اداء مهامها ولا يجب ابداً ان نتناولها بالقيل والقال والكلام المرسل تحت دعادي الحرية والديموقراطية.
اعرف ان البعض قد يسيء فهم كلماتي بقصد أو بسوء نية رافعاً نفس شعارات حرية الرأي الجوفاء التي أوجدت مناخاً مسموماً واوقعت المواطنين في حيرة وشك وعدم مصداقية وفقدان الثقة. وهو مناخ يمهد التراب لشياطين الشر لتنفيذ مؤامراتها في اعاقة أي محاولة تقوم بها مصر للبناء والتنمية .
نعم نريد حرية مسئولة تفرق بين إعلام يهدم وآخر يبني ويضع مستقبلاً افضل لنا ولاولادنا واحفادنا .
نريد حرية تتقيد بضوابط المهنية ولاتتخطي الخطوط الحمراء في كل ما يتعلق بأمور المؤسسة العسكرية وخاصة علاقتها مع مؤسسة الرئاسة وامورها الداخلية.
وعندما تفعل وسائل الإعلام غير ذلك فان الدولة مطالبة بسرعة الرد وايضاح كل الحقائق وفي الحدود المسموح بها.
ثقافة ثورات الربيع العربي تستهدف اسقاط الدولة وعمودها الأساسي وهو القوات المسلحة والتي يسهل بعدها اسقاط كل المؤسسات الأخري .