جـلال عـارف
جـلال عـارف


فى الصميم

اللقاح قبل نوفمبر آمال.. ومحاذير!!

جلال عارف

السبت، 05 سبتمبر 2020 - 05:53 م

السباق المحموم من أجل لقاح «كورونا» دخل مرحلة صعبة، والعوامل الاقتصادية والسياسية تحاول فرض كلمتها على العلم والعلماء وهو ما دفع «الصحة العالمية» إلى التحذير مرة أخرى من نتائج التسرع فى طرح أى لقاح قبل اكتمال التجارب وضمان السلامة.. إلى التأكيد على أن اللقاح الموعود لن يكون متوافرا على نطاق واسع إلا فى منتصف العام القادم.
فى ظروف عادية كان يمكن أن يكون الموعد الذى تتحدث عنه «الصحة العالمية» إنجازا فى حد ذاته، لأنه يعنى اختصارا كبيرا للوقت واستعدادا دوليا للاسراع بالانتاج فور التأكد من سلامة اللقاح ليكون متوفرا على نطاق واسع.. وهو ما يعنى انتاج مئات الملايين من الجرعات وإتاحتها أمام كل دول العالم.
لكننا فى أوضاع غير طبيعية.. والسباق الآن يدفع الى حرق المراحل وإلى محاولة البعض طرح «اللقاح» قبل استكمال التجارب. الربح المالى يمثل دافعا لهذا السلوك، والتنافس الدولى على المكانة العلمية له دور لكن الأخطر هنا عاملان ضاغطان.. العامل الاول هو الخوف من موجة ثانية يؤكد العلماء انها قادمة فى الخريف والشتاء وأنها ستكون أخطر لأنها ستتوافق مع فيروسات الانفلونزا وأمراض الشتاء لتضاعف من خطورة «كورونا». والعامل الثانى بالطبع هو انتخابات أمريكا التى تمثل «كورونا» عاملا أساسيا فى حسمها وتمثل إدارة ترامب لأزمتها نقطة ضعف يحاول بكل الطرق ان يتفادى تأثيراتها الكارثية على حملته.
تمضى روسيا والصين فى التجارب النهائية للقاحات التى أعلنتا عنها. بينما أوربا تترقب لقاح «اكسفورد» الذى يحاولون بكل جهدهم ان يكون جاهزا فى الشتاء. أما فى أمريكا فليس هناك هدف عند ترامب أكبر من امتلاك اللقاح قبل أول نوفمبر، والأخبار تقول بالفعل انه طلب من بعض الولايات أن تكون مستعدة لهذا الاحتمال الذى يمارس كل الضغوط  من أجل الوصول إليه فى الموعد الذى يجعله طوق نجاة بالنسبة له.. أى قبل أول نوفمبر!!.
الشركات الأمريكية العملاقة تسابق الزمن، وتستفيد من دعم الإدارة لها لإنجاز المهمة التى ستربح منها الكثير، وهى تؤكد انها ستلتزم بكل المعايير العلمية وضمانات السلامة قبل طرح اللقاح الموعود.. لكنها تخشى اذا استسلمت لإغراءات الاستعجال من ظهور آثار سلبية للقاح تعرضها للمساءلة ولتعويضات تقصم ظهرها. ومن هنا تطلب نوعا من «الحصانة» التى لا يبدو ـ حتى الآن ـ أن أحداً يستطيع منحها لها.
وحتى يصل العالم للقاح الموعود، ويتوافر للجميع.. تبقى «الكمامة» سيدة الموقف ويبقى الالتزام بالتعليمات هو السلاح الأهم فى معركتنا ضد «كورونا».

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة