خالد رزق
خالد رزق


مشوار

أمريكا «الإيديولوجية» تواجه الغوغائية

خالد رزق

السبت، 05 سبتمبر 2020 - 06:05 م

 

اختبار حقيقى للمجتمع الأمريكى هذا ما تشكله الانتخابات الرئاسية المقبلة التى يتصدر المنافسة فيها الرئيس الحالى دونالد ترامب مرشح الحزب الجمهورى ونائب الرئيس السابق جو بايدن مرشح الحزب الديمقراطى، فرغم انتماء المرشحين المحدد للحزبين الأمريكيين الأكبر إلا أن المنافسة فى جوهرها وكما يراها المتابعون للحال الأمريكية تتجاوز برامج الحزبين وتوجهاتهما إلى منطلقات مبدئية يجسدها المرشحان بشخصيتيهما لا تتطابق والمبادئ والتوجهات المعروفة للحزبين.
الثابت هو أنه لا ترامب ولا بايدن ينطلق أى منهما فى طرحه من المبادئ الخالصة للحزبين، ترامب الرئيس كشف خلال فترة حكمه الأولى الجارية عن حقيقة أنه يمثل مدرسة الغرب الأمريكى القديم والتى تحكمها أساطير راعى البقر السريع فى إطلاق النار والذى يخضع ناس مجتمعه والدنيا كلها إلى مسدسه،وإلى ذلك فهو نموذج صارخ أقرب للطغاة من حكام العالم الثالث الذين يفرضون قوانينهم الخاصة، ويشركون أفراد من أسرهم بالحكم ويتعصبون إلى طوائفهم العرقية، غير انجذابهم إلى عالم المال وانحيازهم ضد البسطاء، باختصار هو أقرب لغوغائية اللامبدأ البعيدة عن كل قيم التحضر، وفى ذلك هو مناقض تماماً حتى للحزب الذى ينتمى إليه.
بايدن بدوره محسوب على تيار الديمقراطية الاشتراكية الأقرب لإيديولوجيا دول العدالة والرفاهية الاجتماعية فى أوروبا الغربية، وهو فى ذلك بعيد إلى حد كبير ـ ربما ـ أكثر تطوراً عن مبادئ حزبه الديمقراطى، الذى تحكمه أفكار الرأسمالية أكثر كثيراً من أفكار العدالة والرفاهية الاجتماعية التى تحكم مجتمعات وأنظمة شمال غرب أوروبا وعلى قمتها الدول الإسكندنافية.
و بالانتماءات الشخصية الفردية الواضحة لكل من ترامب وبايدن، نرى أن المجتمع الأمريكى فى هذه الانتخابات المقرر انعقادها فى نوفمبر المقبل هو بصدد اختبار وقياس حقيقى لمدى تحضره وإيمانه بأفكار العدالة وسيادة القانون والتساوى بين الأعراق وديمقراطية الحكم نفسه.
عموماً نحن هنا لنرى.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة