حمدى الكنيسى
حمدى الكنيسى


يوميات الأخبار

أهم تساؤلات أجواء السلام

حمدي الكنيسي

السبت، 05 سبتمبر 2020 - 06:34 م

فهل يكون «للشارع» دوره الحاسم فى هذه المعركة فيحقق «بايدن» حلمه المؤجل؟! أم أن «ترامب» بتغريداته المثيرة، ووسائله غير التقليدية وشخصيته غير العادية سيفعلها.

وسط «أجواء السلام» التى خلقتها -مبدئيا- اتفاقية اسرائيل والإمارات، تتوالى التساؤلات وفى مقدمتها موقف «القضية الفلسطينية» التى ستظل قضية العرب المحورية، ولعل أوضح الإجابات على أهم التساؤلات.. جاءت على لسان «الرئيس السيسى» عندما تلقى اتصالا هاتفيا من رئيس وزراء اسرائيل «نتنياهو» ، حيث قال له الرئيس إن مصر ترحب بأية خطوات من شأنها إحلال السلام بالمنطقة «على أن تضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى»، ويعرفها -طبعا- «نتنياهو» والعالم كله وهى «الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية»، كذلك جاءت الإجابة المنتظرة على التساؤل الملح على لسان وزير خارجية المملكة العربية السعودية الذى أكد تمسك المملكة بثوابت القضية الفلسطينية كما أبرزتها «مبادرة السلام العربية» التى انطلقت من الرياض، وكانت أولى الاجابات قد جاءت على لسان ولى عهد أبو ظبى «الشيخ محمد بن زايد» عندما أعلن ان اتفاق تطبيع العلاقات مع اسرائيل فى مصلحة السلام «ولن يكون على حساب القضية الفلسطينية» فالإمارات ملتزمة بإقامة «دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية» هكذا ترد إجابات مصر والسعودية والإمارات على أهم التساؤلات التى أطلقتها هذه الاتفاقية، والمؤكد أنه  بتوافر الإصرار العربى مدعما بتفهم «أوروبى - أمريكى» يمكن أن يبدأ التحرك العملى لتحقيق الحلم الفلسطينى إنقاذا للقضية وإنقاذا للسلام.
معركة.. «واشنطن».. وتوابعها»
اشتعلت المعركة الانتخابية الأمريكية بين الجمهوريين والديموقراطيين.. أى بين «ترامب» و «بايدن» وتستغل حملة المرشح «بايدن» ما يثير قلق «الشارع» فى هذه الأيام من تجاوزات الشرطة تجاه مواطنين من أصول إفريقية، كما تستغل الأخطاء التى تراكمت فى مواجهة وباء الكورونا ونتائجها الاقتصادية والاجتماعية.
فهل يكون «للشارع» دوره الحاسم فى هذه المعركة فيحقق «بايدن» حلمه المؤجل؟! أم أن «ترامب» بتغريداته المثيرة، ووسائله غير التقليدية وشخصيته غير العادية سيفعلها، ويحتفظ بمقعده الأثير فى البيت الأبيض؟! إجابة هذا السؤال المركب ستكون عند «بايدن» و «نائبته السمراء بأصولها الأفريقية»، و «حزبه الديموقراطى بتجربته السابقة غير الموفقة التى خسرت فيها «هيلارى كلينتون» السباق مع «ترامب»؟ علما بأننا لدينا نحن العرب سؤالنا المتكرر: من يكون منهما أفضل لنا ولقضايانا: ترامب أم بايدن؟! خاصة لو ظلت أحوالنا العربية كما هى للأسف متمثلة فى غياب وحدة الصف والموقف وتعثر محاولات استثمار ما نمتلكه من إمكانيات بشرية واقتصادية وجغرافية تسمح لنا بحماية حقوقنا، وفرض إراداتنا؟! «الاجابة طبعا عند قياداتنا.. وزعمائنا؟».
«ليبيا.. والخطر الجديد..»
ما تفعله تركيا وقطر فى ليبيا مؤخرا أخطر مما نتصور إذ أنه يجسد مخطط «التغيير الديموجرافى» فى الدولة الشقيقة كما بدا على السطح بعشرات الآلاف من المرتزقة السوريين وغيرهم، ثم يتحرك بوجهه المكشوف من خلال حشد الطلاب الليبيين إلى أنقرة والدوحة بدعوى الدراسة والتعلم بينما يكمن الهدف الحقيقى فى حشو أذهان الشباب والصغار من الطلبة بالفكر الدينى المتطرف وفقا للمنهج الإخوانى المعروف، وحيث إن حكومة الوفاق تزداد ضعفا بما تعانيه من اختلافات وانشقاقات فإنها سوف تنزلق إلى مزيد من الانبطاح تحت أقدام تركيا وقطر دون أى اعتبار لما أعلنته مع البرلمان الليبى من مبادرة الحل السياسي، ومن ثم تنطلق أنقره والدوحة له فى تنفيذ المخطط الجهنمى.. مخطط التغيير الديموجرافى.
«رسائل أمريكا إلى أردوغان»
قرار الولايات المتحدة برفع حظر التسليح عن قبرص، وإعلان البنتاجون عن ضلوع أردوغان فى نقل المزيد من آلاف المرتزقة إلى ليبيا، لعلها تكون رسائل مفادها أن واشنطن قررت أن تتخلى عن صمتها أو حتى تأييدها لتصرفاتك يا سيد «قردو» بعد أن أدت مغالاتك فى أطماعك فى شرق المتوسط وفى ليبيا وقبرص واليونان إلى غضب أوروبى وعربى جامح، وإحراج تركى للبيت الأبيض والكونجرس.
ترى هل يدرك ويستوعب المهووس حتى النخاع بالسلطنة العثمانية معنى ومغزى هذه الرسائل الأمريكية التى يسبقها توجه الاتحاد الاوربى صوب اتخاذ قرارات عقابية اقتصادية وسياسية ضد السياسة التركية الأردوغانية؟
هل يدرك ويستوعب الرجل المترنح ذلك كله خاصة بعد تفاقم ضعف وتردى شعبيته داخل بلده حيث ينفض عن حزبه «العدالة والتنمية» وعنه شخصيا أقرب المقربين إليه، ويتجهون بقوة إلى جبهة المعارضة المشتعلة!! «إنها فرصته الأخيرة قبل أن يهوى إلى قاع الفشل والضياع» «فرصته التى قد يخسرها كعادته».
«بالتفاؤل نرى السودان الجديدة»
لنا أن نتفاءل ونحن نرى السودان الشقيقة الجديدة التى استلهمت تجربة مصر الرائدة بثورتها الشعبية المدعمة بجيشها الوطنى، حيث انطلقت بحكومتها الثورية وقيادتها العسكرية لإغلاق ملف الصراعات الدموية، ونجحت فى تحقيق اتفاق السلام المنتظر الذى ينهى عقودا من الاقتتال والتناحر فى «دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان» بسبب التهميش الاقتصادى والاجتماعى والدينى الذى ساد «فترة حكم البشير بأفكاره وجذوره الإخوانية بالمؤكد أن هذا الاتفاق التاريخى الذى تم برعاية وتبنى رئيس الوزراء «د. حمدوك» ورئيس المجلس السيادى «الفريق البرهان» ورئيس جنوب السودان «سلفا كير» وقادة الحركات المسلحة، يمثل بالتأكيد ميلادا جديدا للسودان بعد إعادة اللحمة الوطنية حيث تغلق ملف الصراعات الأسود وتفتح ملف العمل المكثف  فى ملحمة البناء والتنمية والتقدم والرخاء، يدعمها فى ذلك خروجها قريبا من حصار المقاطعة بدعوى أنها كانت راعية للإرهاب، كما تدعمها مصر والسعودية والإمارات العربية.
«بين الاحترام.. والاحتقار»
بلهجة عنيفة غير مسبوقة عند الرئيس التونسى «قيس سعيد» قال الرجل إنه تابع ما دار فى جلسة البرلمان التى انتهت بالموافقة على «حكومة المشيشى» التى تشكلت من اختصاصيين بعيدين -نسبيا- عن الانتماءات للأحزاب والكيانات التى أسقط بعضها حكومات سابقة فى استعراض مستفز للقوة والسيطرة مماأثار الشارع التونسى. وانتقد الرئيس بحدة أطرافا سياسية دون أن يسميها مهاجما الكذابين والمفترين ومدعى المعرفة بينما أشاد -ضمنيا- بمن تزعموا  اتجاه قبول الحكومة، وقال -بالحرف الواحد- إن بعض الأطراف تستحق «الاحترام»، وبعضها يستحق «الاحتقار» عندما يسعون إلى سحق إرادة الأغلبية الحقيقية، واذا كان الرجل المحترم الذى تعجبنى شخصيا - ثقافته ولغته العربية الفصحى الجميلة قد وعد بأن يذكر بالاسم من يدخلون فى إطار الاحتقار، فإن التطورات المتسارعة تقول ان «حركة النهضة» دخلت عمليا مرحلة الأفول والذبول فبعد أن وافقت مضطرة على الحكومة التى أطلقها الرئيس خشية صدور قرار بالدعوة إلى انتخابات برلمانية جديدة تعلم هى مدى تضاؤل فرصها فيها على غير العادة الإخوانية، جاءتها ضربة قاتلة حيث وجه وزير مكافحة الفساد السابق اتهاما مباشرا لها بالفساد وتبييض الأموال التى تتلقاها من الخارج، وصدر فعلا قرار قضائى بتحويلها إلى التحقيق الذى سيكشف بالتأكيد كيف استخدمت ذلك فى الانتخابات البرلمانية والتحركات الشعبية منذ عام ٢٠١١ مما وفر لها أصواتا برلمانية عديدة، وانتشارا شعبيا مريبا. (وهكذا تقترب الحركة بزعيمها «الغنوشى» من الخروج نهائيا من إطار الاحترام.. للدخول عمليا فى إطار -لا مؤاخذة- «..........»).
«الداخلية».. ومزيد من التألق»
بعد نجاة وزارةالداخلية من مخطط التشويه والتدمير الذى انطلق بعد ثورة يناير واقتناص الجماعة إياها للحكم، استعادت الوزارة قوتهاودورها الوطنى الواضح بدءا من المشاركة المباشرة فى ثورة ٣٠ يونيه، ثم المشاركة الفعالة فى مواجهة الإرهاب، والمواجهة الحاسمة للعناصر الإجرامية، وذلك بحسن الإعداد والتنظيم والاستعداد للتضحية والفداء كما تجلى فى أعمال الشهداء، وقد بلغ تألق الداخلية ذروته بالأداء الرائع للأمن الوطنى الذى أثمر -فيما أثمر- عن القبض على محمود عزت الثعلب الإخوانى، العقل المدبر للعمليات الإرهابية والمطلوب رقم واحد على قوائم الإرهاب فى الامارات والسعودية والبحرين والذى تولى موقع «المرشد» بديلا للمرشد المسجون، وكانت تحركاته تتم بأخطر مستوى من الأجهزة والمخابرات المعادية التى هيأت له سبل التخفى والتضليل الاعلامى بأنه -مثلا- خارج البلاد، لكن عيون الأمن الوطنى كانت له بالمرصاد فلاحقته واصطادته ومعه -فى مخبئه- صندوقهم الأسود الذى يتضمن كنوزا هائلة من أسرار وخفايا ومخططات الجماعة وتنظيمها الدولى وعملائها فى قطر وتركيا ومواقع التواصل الاجتماعى المريبة. هذا ويواصل رجال الشرطة مهامهم الكبيرة فى متابعة تنفيذ الاجراءات الاحترازية والوقائية، والتعامل مع مخالفات البناء والمرور، ثم يتجلى التطور الواضح فى مسألة «متعرفش أنا مين؟!» كما ظهر فى موقف المقدم رئيس حرس محكمة مصر الجديدة الذى قام بواجبه فى دعوة إحدى السيدات إلى ارتداء الكمامة وعدم التصوير أثناء جلسات المحكمة، فرفضت هى بعنجهية قائلة «له» متعرفش أنا مين؟ «أنا مستشارة فى الأمم المتحدة» ولم يقبل هو منها ذلك السؤال الذى أفسد كثيرا من حياتنا، وصمم على أن تلتزم بالاجراءات الاحترازية والقانونية، فإذا بها تنزلق إلى خطأ بشع، فتخلع رتبته العسكرية من ملابسه وتقذفه بأسوأ عبارات السب والإهانة، لكنه تمالك أعصابه ولم ينفعل هو أو مساعده، مكتفيا بتحويلها قانونيا إلى النيابة العامة والقضاء الشامخ، وهكذا ستلقى من أطلقوا عليها مسمى «سيدة المحكمة» نفس مصير «سيدة المطار «ياسمين النيرش» التى مارست فعلتها بشكل أو بآخر.. وأدى اعتداؤها على ضابط الشرطة إلى المحاكمة والحبس ثلاث سنوات «بينما تزداد صورةالشرطة تألقا».
«لو زار ماكرون مصر؟!»
عندما زار الرئيس الفرنسى «ماكرون» بيروت آثر أن يستهل زيارته بلقاء «جارة القمر - فيروز» حفظها الله وأطال عمرها، ترى لو قرر الرجل زيارةمصر.. بمن سوف يستهل زيارته من الفنانات والفنانين بعد رحيل أم كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم، وخفوت أصوات المطربات والمطربين المصريين المتميزين وسط انتشار الأصوات الشامية والخليجية والمغربية، ووسط تفشى أصوات مطربى ومطربات المهرجانات؟ هل يلتقى مثلا مع حسن شاكوش أو حمو بيكا؟!!! «يا لهوى!!».

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة