محمد سعد
محمد سعد


أمنية

مهندس الصحافة

محمد سعد

الأحد، 06 سبتمبر 2020 - 07:39 م

صباح الإثنين الحادى والثلاثون من أغسطس الماضى، كان موعد اللقاء الذى امتد لساعتين، لم يتأخر عن الموعد الذى حدده فى تمام العاشرة، دلف إلى مكتبه فورا بعد أن صافحنا فى الخارج ودعانا للدخول معه، وفور أن جلس على مكتبه دخل فى تفاصيل الحوار مباشرة بطريقة تشعرك أن وقته من ذهب.
عن مهندس الصحافة رئيس الهيئة الوطنية للصحافة الجديد المهندس عبد الصادق الشوربجى أتحدث، قابلت الرجل الأسبوع الماضى لإجراء حوار معه - هو الأول له - منذ تقلده المنصب، والحق يقال لم يرفض الإجابة عن أى سؤال وجهته له ولم يلتف على أى حقيقة مهما كانت صادمة، ويبدو أن الرجل استوعب ملفات الصحف القومية بالفحص والدرس، فلديه معلومات عن كل كبيرة وصغيرة تخص المؤسسات الـ 8 التى يشرف على إدارتها.
ورغم أن الحمل ثقيل ويبدو للبعض أن الأمل ضعيف فى انعاش قلب الصحافة القومية - مثل باقى المطبوعات الخاصة والحزبية - إلا أن الرجل متفائل إلى أبعد الحدود، لديه رؤية وخطط للعمل ذكر الكثير منها خلال اللقاء، والشىء الأهم أنه يؤمن وبشدة ببقاء الصحافة الورقية حتى يرث الله الأرض ومن عليها ولا غنى عنها ولن تختفى من الوجود رغم العقبات التى تواجهها خلال تلك الأيام.
طرح الرجل خلال اللقاء رؤيته للإصلاح وأفكار مشروعات جديدة تساعد المؤسسات على النهوض والاعتماد على تمويل نفسها بنفسها دون الاعتماد على دعم من الدولة وكان من أبرز أفكاره التى بدأت تدخل مراحل الدراسة إنشاء جامعات كبرى على غرار جامعة الأهرام الكندية فى عدة محافظات تضم العديد من الكليات فى مجالات الطب والهندسة والاعلام واللغات، وإقامة المستشفيات التى تقدم خدمات طبية مميزة وتكون تبعيتها للجامعات، وكذلك إنشاء مجمعات طباعية ديجيتال فى المحافظات المختلفة لتقليل نفقات الطباعة والتوزيع وفى نفس الوقت تقدم جودة طباعية عالية، وذكر أنه عندما كان رئيس مجلس إدارة مؤسسة روزاليوسف نفذ بنفسه تجرية على المطابع الديجيتال وسافر إلى ألمانيا ومعه عدد من الجريدة وقام بطباعتها وقدمها للهيئة السابقة.
وأيضا تدشين شركة وطنية للاعلان لكل الاصدارت المختلفة بحيث يستطيع المعلن أن يختار أكثر من مطبوعة لنشر إعلانه فى نفس الوقت، وإدخال نظام الإعلان التفاعلى بين الإصدارات الورقية والإلكترونية.
لم يرفض الإجابة على السؤال الأكثر إحراجا - كما كنت أظن - وهو كيف لمهندس أن يكون قائماً على شئون الصحافة، وجاءت الإجابة أنه تربى وسط الجماعة الصحفية وعمل معهم لسنوات طويلة، ويعرف كل صغيرة وكبيرة عن مشاكل الصحافة، آمال وتطلعات أبنائها، خطط إصلاحها والنهوض بها.

عقب إنهاء الحوار وأنا فى طريق عودتى للجريدة تعجبت بشدة من منتقدى الرجل وأنه ليس من أبناء المهنة كى يتولى أمرها، فبعيدا عن أنه درس ملفات الصحف واستوعبها جيدا، لدية أمل يصل إلى حد الإيمان أنه يستطيع بمعاونة أبناء المهنة إنقاذ الصحافة من عثرتها، وما زاد من دهشتى أن بعض الصحفيين أنفسهم يحاولون هدم ذلك الأمل بشتى الطرق، بل ويروجون أن الصحافة فى غرفة الإنعاش وفى طريقها إلى عالم الفناء.
- مسك الختام
قال تعالى فى سورة يوسف «نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِى عِلْمٍ عَلِيمٌ (76)»

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة