صفاء نوار
صفاء نوار


مجرد سؤال

السيارة فيها سم قاتل يا إبراهيم

صفاء نوار

الإثنين، 07 سبتمبر 2020 - 06:35 م

 

أروع ما أعجبنى فى قصة إبراهيم بائع الفريسكا أنها ظهرت للناس بعفوية وتلقائية دون تكلف فهو شاب مصرى طالب فى الثانوية العامة ويساعد والده فى عمله الشريف كبائع متجول مثل الآلاف من الشباب الذين يبحثون عن لقمة العيش بعرق جبينهم، أيا كان هذا العمل.. بائع فريسكا على الشاطئ أو جرسون فى مطعم فالوظيفة فى حد ذاتها تحتاج لمهارة خاصة فى التعامل مع الجمهور بلباقة ورشاقة وحب وعشق للعمل واحترام واعتزاز بالنفس وبالمهنة، إن مايفصل البائع الشاطر عن الشحات شعرة بسيطة تجعل الزبون يقبل على الشراء لثقته فيما يشترى ولبى شفقته ورأفته ببائعها، وقد أسعدنى الحظ بمشاهدة الفيديو الذى كان بداية التعارف بين إبراهيم وأحد الزبائن واستمعت للحديث الذى دار بينهما بتلقائية كأى أصحاب فى صورة سيلفى مع بعض يقول له الزبون، اجلس عشان عاوز أسمعك، اسمك إيه فيقول له إبراهيم عبد الناصر راضى، السنة الجاية سأكون فى إعدادى طب حاصل على 99.6 فقال له حط الصندوق عاوز أعرف إيه الموضوع، فعرف منه أنه يريد أن يدخل الطب ليفرح أباه وهذا كل ماحدث. تجربة نجاح لا يحتاج إبراهيم أن نكتب عنها بقدر ما نحتاج إليها جميعا ليتعلم منها أبناؤنا وبناتنا وأهلنا، كيف يكون الكفاح والجدية والإصرار على التفوق مصدر فخر لصاحبها مع الالتزام بالواجب الأسرى، وكان من الطبيعى أن تلهث وراءه الفضائيات والصحف كما تلهث وراءه شركات الدعاية والإعلان، لمجرد أن يظهر منتجها أو خدمتها فى الصورة بجوار إبراهيم نجم المجتمع الجديد.
ومع احترامى لكل من ألهمتهم سيرة إبراهيم من منتدى شباب العالم ليكون ضيف المؤتمر القادم ووزير الشباب والشركات والأشخاص الذين تعهدوا بالإنفاق عليه سنوات الدراسة ومرتب شهرى لوالده كل هذا رزق يستحقه إبراهيم عن جدارة، لكن ما أزعجنى أن إحدى شركات السيارات منحته سيارة بالقسط لمدة 10 سنوات، فالمسكين سيترك الشاطئ الذى كان يطير عليه كالفراشة لينضم إلى طابور المعذبين أصحاب الملاكى ليعانى الأمرين من الترخيص والأعطال والصدمات والميكانيكية والمخالفات إضافة إلى الأقساط التى سيبدأ بها حياته الجامعية، أعرف أن البعض سيفسر كلامى على طريقة مالقوش فى الورد عيب قالوا يا أحمر الخدين لكن دعواتى لك يا ولدى أن يحرسك من العين.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة