محمد البهنساوى
محمد البهنساوى


حروف ثائرة

كورونا بين «الشيشة» والجامع !

محمد البهنساوي

الإثنين، 07 سبتمبر 2020 - 07:12 م

 

ما بين صعود وهبوط.. يتابع المصريون حاليا أخبار كورونا.. ويبدو أنهم شعروا أنهم بمأمن منه حصين.. لاشك أن جذوة المرض وحدته تخبو.. لكن شبحه اللعين مازال يتربص بالجميع يتحين الفرصة للانقضاض من جديد.. وربما جاء شعور الناس بالأمان لعدة أسباب منها مرور الكثير من الأحداث الكبرى بسلام من بين براثن الفيروس الغدار مثل امتحانات الثانوية والدبلومات وانتخابات الشيوخ وتدفق المواطنين بأريحية وحرية على المصايف والقرى السياحية والعودة التدريجية للسياحة الدولية وظهور عادات خلناها اختفت مثل الزحام بالشوارع وجلسات المقاهى وحفلات السمر والفرفشة المزدحمة خاصة بقصور أثرياء الساحل ليس بمارينا التى يبدو أنها «راحت عليها»!! إنما بالمنتجعات الصاعدة الواعدة بسيدى عبد الرحمن وما بعدها.. وأهم أسباب الشعور بالأمان التراجع بل التهاوى فى أعداد المصابين والوفيات فاعتقد الكثيرون منا أن كورونا ربما شعر أنه ضيف ثقيل الظل فبدأ يلملم أشياءه ويجمع رحاله ليغادرنا فى هدوء.
اعتقاد خاطئ تماما.. فأولا هذا النجاح الذى تحقق فى مواجهة المرض لم يأت صدفة إنما نتاج جهد ومخطط حكومى علمى ومدروس والتزام مجهد وصعب لكنه مقدر من الجميع.. وثانيا أن كورونا ليس طائر الليل الحزين أو حتى السعيد ولا ضيف مرهف الحس أو معدمه.. لكنه عدو غدار يتربص لحظة ضعف وثغرة يوجه منها ضرباته فى موجة ثانية متوقعة.. لكنها كما نسمع ستكون أكثر شراسة وفتكا بضحاياه.. الدولة تدرك هذا الخطر جيدا.. ولا أدل على ذلك من أن يعقد الرئيس السيسى اجتماعا قبل أيام ليدرس الاستعداد لموجة ثانية محتملة من المرض.. ويستعرض نتائج اجتماعات وخطط بحثتها الحكومة فى أسابيع سعيا لنفس الهدف.
ورغم تلك الجهود الحكومية استعدادا للموجة الثانية.. أرى فى المقابل تهاونا واستهتارا لدى الكثيرين منا يهدد بضياع كل الجهد الذى بذل لشهور وكان ثمنه باهظا على الدولة والمواطن نفسه لمواجهة المرض.. وأخشى أن تتحقق مقولة نعلمها عن أنفسنا جيدا أن البدايات فى أغلب أمورنا تكون مذهلة ورائعة.. ثم تخبو شيئا فشيئا لتكون النهايات حزينة وربما مخزية.. ومن يشكك فى كلامى عليه رصد عدة أشياء.. أولها المقاهى التى بدأ أغلبها يقدم «الشيشة» بأريحية شديدة وبلا مواربة بالمخالفة لقرار حظرها.. والكمامات التى بدأنا نراها صدفة بوسائل النقل.. والتقارب الشديد الذى يبدو أنه جاء لتعويض شهور من التباعد!.. وأخيرا صلاة الجمعة التى عادت لمساجدنا وسط شبه غياب لضوابط عودتها.. فها هى الصفوف تتراص وتلتحم.. والمصافحة عقب الصلاة بشعار «حرما» بحرارة الأحضان.. والكمامات التى تظهر فقط إن وجدت للدخول من الباب ثم توضع بالجيوب.
الكثير والكثير من مظاهر التهاون.. وبصراحة ورغم مسئولية المواطنين لكننا لا نعفى الحكومة من المسئولية.. لماذا اختفت الرقابة الصارمة وحملات التفتيش على وسائل المواصلات؟.. وأين حملات المداهمة للمقاهى المخالفة؟.. وإذا كنا سمحنا بعودة صلاة الجمعة فكيف نترك المساجد بلا رقابة لتحقيق ضوابط العودة؟.
العدو يتربص والخطر قائم ولا أفضل من العودة لقوة البدايات على الأقل حتى يصل العالم للقاح المنتظر.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة